محمد حمدى

التليفزيون.. بعد خمسين عاما

الأربعاء، 21 يوليو 2010 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم تمر 50 عاما على بدء التليفزيون المصرى، حدث كان ولا يزال مهما، لأنه نقل مصر من عصر الصوت إلى عصر الصورة، ولعب هذا الجهاز العجيب دورا كبيرا فى تشكيل ثقافة المصريين طوال هذه الفترة حتى دخل فى منافسة حادة مع الفضائيات الخاصة.

وإذا كنا نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة لما كان يطلق عليه وقت انطلاقة التليفزيون العربى، فإن هذا الاحتفال يجب أن يقودنا مباشرة إلى المستقبل، فى محاولة لرسم صورة هذا الجهاز خلال الفترة القادمة.

وفى تصورى أن التليفزيون الرسمى الذى حمل عبء التواصل مع الناس عبر الصورة، طوال خمسين عاما آن له الدخول فى مرحلة إعادة الهيكلة التى وضعها الرئيس حسنى مبارك فى برنامجه الانتخابى.

وهذه الهيكلة لا تعنى القضاء على التليفزيون الرسمى، وإنما إعادة رسم استراتيجيته، وتحديد المناطق التى يعمل من خلالها والفئات التى يستهدفها، وفى ضوء هذا التصور، ينبغى على القائمين على أمر التلفزيون التفكير بجدية فى إعادة هيكلة قنواته وقصرها على عدد محدود من القنوات.

أتصور أيضا أن يكتفى التليفزيون بقناة عامة واحدة، وقناة إخبارية، وقناة ثالثة للأسرة والطفل، على أن يترك قنوات المنوعات والدراما والرياضة والكوميديا للقطاع الخاص، فليس مهمة الدولة توفير مثل هذه القنوات للناس خاصة فى ظل وجود فضائيات خاصة تعمل فى هذه المجالات.

وكخطوة أولى يمكن تحويل تليفزيون النيل إلى شركة قابضة تمهيدا لخصخصتها سواء ببيع أسهمها فى البورصة، أو بمشاركة القطاع الخاص فى مرحلة أولى تليها خروج الدولة بشكل نهائى من هذه الشبكة.

على أن يتوازى مع ذلك إنشاء الجهاز القومى للبث، الذى يتولى منح تراخيص القنوات التليفزيونية والإذاعية، ويحدد الشروط والقواعد وميثاق الشرف الإعلامى، بحيث ينتقل دور الدولة من مقدم للخدمة الإعلامية إلى مراقب للجودة والمحتوى ومنظم لها بحكم القانون.

وإذا انتقلنا إلى هذه المرحلة ولعبت الدولة دورها المفترض فى تنظيم الخدمة الإعلامية يمكن التصريح للقطاع الخاص بإنشاء قنوات تليفزيونية أرضية.. هذا هو مستقبل التليفزيون، وسواء شئنا أم أبينا فهذا تطور لا بد من حدوثه، وعلينا الاستعداد له وتنظيمه بشكل جيد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة