محمد حمدى

لم يستقل أحد

الأحد، 18 يوليو 2010 11:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام قليلة قدم مدير أمن مطار بيروت استقالته بسبب تسلل مواطن إلى ممر إقلاع الطائرات حيث لقى مصرعه، ولم يعرف الأمر إلا بعد العثور على آثار بشرية على عجلات الطائرة السعودية، حيث تم اكتشاف الحقيقة، واعترف مدير أمن مطار بيروت بمسئوليته وقدم استقالته، صحيح أن وزير المواصلات اللبنانى لم يقبل الاستقالة، لكن المسئول فعلها.

استعدت هذه القصة وأنا أتابع حداث غرق تسع فتيات فى قاع النيل أمام المعادى، استقلوا مركبا نيليا للنزهة، كان المركب به ثقب فغرق فى مياه النيل، وترك المراكبى ضحاياه وعام إلى الشاطئ.

ومنذ يومين يجلس أهالى الضحايا أمام النيل فى انتظار ظهور باقى جثث الفتيات، لكننا لم نسمع أن مسئولا استقال، لا أحد من شرطة المسطحات المائية، ولا أحد من محافظة حلوان التى وقع الحادث ضمن حدودها، ولا أحد من وزارة النقل المسئولة عن النقل البرى والبحرى.

استعدت حادثة مطار بيروت وأنا أشاهد الاتهامات تلاحق وزير الإسكان أحمد المغربى وابن خالته وزير النقل السابق محمد منصور وشقيقه ياسين منصور وشركاتهم التى تعاملت مع الدولة وحصلت على أراضى تابعة لوزارة الإسكان، من أسوان إلى القاهرة، لكن لم أسمع أن الوزير تقدم باستقالته أو طالب التحقيق معه فيما طاله من اتهامات.

استعدت حادثة مطار بيروت وأنا أقرأ التقرير الرقابى الذى أدان عددا من نواب الشعب، استغلوا العلاج على نفقة الدولة فى إصدار قرارات علاج وهمية بمئات الملايين من الجنيهات، بينما المرضى يموتون بسبب انعدام فرص العلاج، ولم أسمع أن نائبا واحدا استقال من عضوية مجلس الشعب.

لا أحد فى مصر يستقيل، وغالبا لا تواصل قضايا الفساد الكبيرة رحلتها فى أروقة العدالة، لكنا نلاحق الفاسدين الصغار، مثل خبر نشرته روز اليوسف قبل أيام عن حبس لص لمدة خمس سنوات لأنه سرق خمسة جنيهات، أما من تحوط حولهم الشبهات فى الملايين وربما المليارات فهم غالبا فوق المساءلة القانونية، ولا يطلب منهم أحد التحلى بالمسئولية السياسية!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة