جمال العاصى

لهذه الأسباب تم تحويل مخالفات اتحاد الكرة للنائب العام!!

الثلاثاء، 08 يونيو 2010 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتار واختلف أصحاب الفتاوى الكبرى فى الوسط الكروى الرياضى حول سؤال الأسبوع المهم وهو: لماذا فتح حسن صقر المسؤول عن الرياضة ملف اتحاد الكرة الآن.. ولماذا ظهرت فجأة دون سوابق إنذار حدوتة المخالفات المالية والإدارية.. ولماذا لوّح ثم نفذ المسؤول عن الرياضة بتحويل هذا الملف الشائك إلى النائب العام؟

ولأنه سؤال يشوبه كثير من الغموض لعدم تعودنا إحالة مسؤول رياضى كروى إلى النائب العام وبالتحديد فى تلك الفترة الخصبة والغنية بكل ألوان البطولات الأفريقية التى عاش فيها زاهر ورفاقه أسعد وأحلى الأوقات، وظلوا يتمرمغون فى حضن السلطة بعد أن أنعشوا وأطالوا فى عمر النظام الميمون الذى تعلق فى رقبة هؤلاء الكرويين الذين باتوا المنقذين الجدد لهذا الوطن الكبير، بعد أن خارت قواه وبات ضعيفاً.. هشاً.. لا يملك آليات أو قوف حامية أمام الشعب وذلك بعد أن باتت حكومته آيلة للسقوط.. فالبعض أفتى وحلل وفند هذه الأزمة بأن صقر ينفذ المثل الشعبى القائل: «إن جالك الطوفان حط ولادك تحت رجليك».. ويبدو أن صقر قد شعر أن النظام ينوى تقديم قربان أو «ندر» لهزيمتنا أمام الجزائر ومحاولاته لغلق هذا الملف تماماً، وذلك عقب لقاء الرئيس مبارك مع الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة فى مؤتمر فرنسا- أفريقيا الذى أقيم الأسبوع الماضى فى فرنسا، وشهد حالة حميمية كبيرة وعناقا حارا بين الرئيسين، ولذا فقد أفتى المستشارون المقربون لمسؤولى الرياضة بأن عليه أن يعاقب زاهر سريعاً ويحوله إلى النائب العام قبل أن تطاله سكاكين النظام، وتطالبه بتفسير وتحليل عن أسرار أزمة مصر والجزائر الكروية، وحتى لا يكون صقر هذا القربان الذى يضحى به النظام المصرى، فذهب وقدم اتحاد الكرة ليؤكد أنها أزمته وهو المسؤول عنها، وهى خناقة أو مشاجرة كرة قدم فقط، والدولة غير مسؤولة عنها ولا تعرف شيئاً عن تفاصيلها ولا يعنيها أن تعلم أى معلومات عن هذه الأزمة.

أما التفسير الثانى فقد جاء على ألسنة بعض الذين يعيشون على كراسى المجلس الأعلى للرياضة، والذين أكدوا أن زاهر بعد فوز المنتخب الوطنى المصرى بكأس الأمم الأفريقية بأنجولا، بدأ يرتب ويخطط لكسر اللوائح التى وضعها حسن صقر، والتى تؤكد بند الـ 8 سنوات فقط أى دورتين متتاليتين للعضو أو الرئيس، وعلق زاهر فى تصريحات لإحدى الصحف بأنها مسؤولية الجمعية العمومية فقط، ولا دخل لمسؤول الرياضة عن ذلك لأننا نتبع أولاً وأخيراً الاتحاد الدولى «الفيفا» وليس هناك سلطان علينا سواه، وأكد أصحاب هذا التفسير أن حسن صقر شعر بأن تصريحات زاهر تحد كبير وشخصى ضده، ربما يضعفه أمام القيادة السياسية وأنه غير مسيطر على الوسط الرياضى، وهذا يهز ويزلزل الكرسى الذى يجلس عليه بعدما اقترب كثيراً من سن المعاش وبلوغه عامه الستين فى أكتوبر القادم، ولا حل لبقائه إلا إذا حققت الحكومة أحلامه بأن يصبح وزيراً للشباب والرياضة معاً، وهذا ما تردد وأشيع فى الآونة الأخيرة وذلك يجعل بقاءه ممكناً على كرسى الوزارة التى لا تعترف بسن الستين معاشاً غير وظيفته الحالية التى تجعله موظفاً عادياً يذهب إلى سن التقاعد فى الـ 60 من عمره.

أما أصحاب التفسير الثالث فأكدوا أن ضمن المخالفات المالية التى رصدها حسن صقر كانت حصر الشيكات والأرقام النقدية التى حصل عليها بعض الصحفيين، وذلك نظير عملهم بمجلة اتحاد الكرة أو الموقع الرسمى للجبلاية، وتفسير أصحاب هذه الرؤية مرجعيته أن صقر قد أكد لبعض المقربين له أن هناك حملة منظمة من بعض الصحفيين ضده يقودها سمير زاهر، رئيس الاتحاد، وبعد حصر هؤلاء تأكد أنهم جميعاً يعملون فى اتحاد الكرة ويتقاضون مرتبات كبيرة، وأكدت هذه المصادر أن الهجوم الصحفى الكبير وراء إصرار صقر لتحويل زاهر ورفاقه إلى النائب العام رغم أن البعض همس فى أذن صقر قائلاً: «إنك ستفتح نيران الصحافة ضدك لأن هؤلاء الصحفيين يعملون فى مهنتهم الصحفية سواء فى مجلة اتحاد الكرة أو فى الموقع الرسمى وليس هناك فضل لرئيس اتحاد الكرة عليهم»، ولم يصمت أو يعلن صقر السكوت بل اتصل أو ذهب رئيس تحرير إحدى الجرائد اليومية ليشكو له صحفى بالاسم على علاقة وثيقة بزاهر ربما يسكته أو يخرسه أو يقصف قلمه ولا يهاجم صقر، إلا أن هذا الصحفى الكبير لم يبال بشكوى صقر ضده وواصل انتقاداته وهجومه الشرس ضد سياسة حسن صقر.

أما التفسير الرابع فيؤكد أصحابه أن هناك غموضاً لا يعلمه ولم يعرفه حسن صقر أثناء سفر سمير زاهر وسحر الهوارى إلى سويسرا لمعرفة العقوبات التى وقعها الاتحاد الدولى ضد مصر، حتى أن صقر قد علم بالعقوبات بعيداً عن رئيس اتحاد الجبلاية، وعلم صقر أن زاهر اتصل من سويسرا بكل الأطياف سواء كانت صحفية أو سياسية ولم يبال برئيس المجلس الأعلى للرياضة، ولم يفكر فى الاتصال به، بل ذهب وقدم معلومات مغلوطة وخاطئة لأحد المقربين من القيادة السياسية مما أوقع صقر فى حرج بالغ.

وعموماً فقد فتح ملف المخالفات المالية والإدارية وبعد تحويله إلى النائب العام شهية أعداء زاهر الذين حاولوا من قبل تقديم بلاغات كثيرة ومتعددة إلى النائب العام أيضاً، ولم تسفر عن جديد.. حتى أن البعض علق ساخراً أن اتحاد الكرة منذ قدومه وهو على أدراج مكتب النائب العام، ولم نسمع أو نر شيئاً، ويبدو أن كرة القدم وحدها قد باتت تحتاج إلى النائب العام بعد أن صارت هموم وخطايا السياسيين والاقتصاديين والأزمات الاجتماعية والتراجعات المعيشية فى مصر يتحملها النائب العام ورجاله فقط، وكأن رجال النيابة فى حاجة إلى أعباء جديدة عليهم لكى يثقل عليهم حسن صقر لنشهد معركة قادمة جديدة ربما تطيح بالاثنين معاً سواء صقر أو زاهر.

> ونحن على أعتاب فض أزمة مصر والجزائر الكروية التى أكلت العلاقات التاريخية بين البلدين الكبيرين.. تطل علينا الآن أزمة أخرى من عيار ثقيل ربما تفتت ما يتبقى من روابط بين أبناء المحروسة.. نعم نحن على مشارف حرب أهلية بين جماهير الأهلى والزمالك الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب المصرى، ويبدو أن تلك الجماهير ستقدم نموذجاً حقيقياً للفوضى الخلاقة التى ينتظرها البعض بين الحين والآخر، والتى فشل فيها فلول الموظفين فى مصر الذين راحوا يعبرون مرة بالوقفات الاحتجاجية وأخرى بالاعتصامات والإضرابات والذين ملأوا سلم نقابة الصحفيين ثم انتقلوا إلى رصيف مجلس الشعب والشورى، إلى أن جاءتهم عصا الشرطة الغليظة لتعيدهم مرة أخرى إلى منازلهم دون حصولهم على حقوقهم أو على الأقل عن مكان يفرغون شحنتهم المكبوتة.. ولمَ لا يكون الحل فى جماهير كرة القدم التى تتمتع بأعداد غفيرة قادرة على صناعة الانفلات، وتعرف تنفذ مخطط الفوضى لأنهم جموع شباب يملكون قوة الكبت والرفض والبطالة ويملكون الجرأة التى تجعلهم ينفذون أى مخطط دون عقلانية ودون حسابات معقدة.. وأزعم أن أزمة مباراة الأهلى والزمالك والتى لم يقدم لنا أحد من وراء تمويل هذه اللافتات الكبرى أو اللافتة التى آثارت جموع الزملكاوية والتى تكلفت 40 ألف جنيه يمكننا من خلال الممول أن نعرف إذا كانت هذه اللافتات لـ «كيد النسا» والمكايدة والعند والتشفى بين الجماهير، أو أن هناك أيادى قذرة تلعب لإشعال الهوس الكروى بين الجماهير الكبيرة التى ربما تربى وحشاً كاسراً لا يملك أحد السيطرة عليه، وأزعم أن الأزمة الكبرى هى التناول الفضائى الإعلامى لهذه الأزمة التى بات البعض يحاول إشعالها وإلقاء الوقود عليها لتظل مشتعلة مثلما حدث بالظبط فى أزمة مصر والجزائر.. آن الأوان أن يفكر أهل الفضائيات الاستهلاكية ألف مرة قبل حالة الصياح والهياج وتفجير وتأجيج نيران الأزمات لملء أوقات الشاشة الفضائية وليعلم هؤلاء أن ما يتم عرضه على هذه الفضائيات ملك أصيل للمشاهد، وأتوسل للجميع أن تكون المعالجة ليست بالإدانة أو التقليب أو الإثارة.. بل بفرض حالة من الوعى ومعرفة وإعادة وتصحيح التاريخ الكبير للأهلى والزمالك وإبراز دورهما الفعال فى تغذية المنتخبات الوطنية فى كل اللعبات بدلاً من التأكيد على حالة الانفصال والاشتعال حتى لا ينقلب السحر على الساحر، ونجد هذه الجماهير أشد فتكاً بالجميع، وربما تكون هذه الفضائيات على كشوف أولويات الفتك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة