مونديال بدون متعة

بدون متعة.. بدون نجوم.. هكذا يبدو كأس العالم لكرة القدم فى جنوب أفريقيا حتى الآن، فلا يمكن القول على الإطلاق أن الجماهير الرياضية فى كافة أنحاء العالم استمتعت بمباراة رفيعة فى كرة القدم، حتى أن نجوم العالم الذين يتقاضون مئات الملايين من الدولارات لم يستطيعوا حتى الآن انتزاع الآهات من صدورنا.

يقول البعض إن ضعف المستوى حتى الآن راجع إلى أن مباريات المونديال تأتى بعد نهاية موسم كروى طويل جدا، فمثلا لاعبو برشلونة الإسبانى وبايرن ميونخ الألمانى والإنتر الإيطالى خاض كل منهم ما يزيد عن ستين مباراة متنوعة هذا الموسم ما بين الدوريات المحلية وبطولات الكأس وحتى البطولات الأوروبية.

لكن ما الجديد؟ فكأس العالم تقام كل أربع سنوات فى نفس التوقيت تقريبا أى فى نهاية الموسم، لكن هذه البطولة هى الأضعف على الإطلاق رغم أن الطقس فى جنوب أفريقيا إما معتدل أو يميل إلى البرودة بعكس دورات سابقة أقيمت فى عز الحر فى الولايات المتحدة والمكسيك وحتى فى أوروبا التى تشتد فيها الحرارة فى شهر يونيو.

البعض يرى أيضا أن زيادة عدد الفرق المشاركة فى البطولة إلى 32 فريقا أدى إلى هبوط المستوى فى الدور الأول بسبب كثرة عدد الفرق المشاركة وتباين المستويات، لكن البطولات الموسعة أظهرت قوى كروية مختلفة عما اعتدناه فى أوروبا وأمريكا التى تحتكر ألقاب كأس العالم منذ انطلاقها حتى الآن.

فى كل الأحوال ننتظر بفارغ الصبر نهاية الدور الأول وبدء المباريات الإقصائية التى يخرج فيها المغلوب بداية من دور الستة عشر حتى نرى منافسة حقيقية وكرة قدم رفيعة، وحتى تستمتع جماهير الكرة فى كل أنحاء العالم بنجوم امثال ميسى وكريستيانو رونالدو وروبين الهولندى، وكتيبة لاعبى البرازيل الذين لم يبينوا عن قدراتهم كاملة حتى الآن.

لكن فى كل الأحوال لا يمكن القول إن كأس العالم فى جنوب أفريقيا فاشلة، وإذا لم تظهر فيها مستويات كروية رفيعة حتى الأن، فقد قدمت البطولة صورة جنوب أفريقيا وصورة القارة السمراء إلى العالم، ورأينا العولمة الإعلامية فى أبرز صورها، وتحولت كرة القدم إلى صناعة عالمية تدر مليارات الدلارات ليس فقط على العاملين فى اللعبة وإنما فى قطاعات أخرى مثل السياحة والسفر وصناعة الإعلام.