محمد إبراهيم الدسوقى

تفجير المجتمع

الأحد، 20 يونيو 2010 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لنأخذ سويا نفسا عميقا من الهواء النقى ـ إن وجد ـ بعدها أرجوكم حاولوا مساعدتى فى العثور على حل للغز يحيرنى ويزعجنى بشدة، فحيثما وجهت نظرك فى أيامنا تلك تصطدم بانفجار أزمة تشتعل على أثرها حرائق تأكل فى طريقها شطرا كبيرا من راحة واستقرار جسد المجتمع المصرى المنهك جراء متاعبه ومآسيه.

وإذا دققت النظر فيما يدور حولنا، لابد أن تتساءل عن الجهة أو الجهات المسئولة عن محاولة تفجير المجتمع من الداخل، وحتى ندير حوارا منطقيا غرضه صالح ومستقبل هذا البلد، أرجو من البداية ألا نشير بأصابع الاتهام تجاه جهات خارجية، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا ناحية جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لأننا إن فعلنا ذلك سنكون كمن يخفى رأسه فى الرمال، لكى لا يعرف الحقيقة المجردة، وهى أن الجانى والفاعل يعيش وسطنا، ويستمتع بمتابعة أصوات تفجر الأزمات التى فى ظنى تماثل خطورة السيارات الملغومة فى العراق.

ففى الأيام والأسابيع المنصرمة تطايرت شظايا وشرارات، طالت قطاعات وفئات اجتماعية متعددة، وكلما هدأت أزمة وحسبنا أن نيرانها ستخمد، إذا بأخرى تندلع على الجانب الآخر، وكأننا وسط فيضان جارف من الاحتقان والتأزم، وما يقلقك ويذهب النوم عن جفونك أننا لم نلق بالا للخلل الذى سيصيب الهيكل الاجتماعى من شروخ تجعله عرضة لمتاعب جمة جراء توالى أزمات، يلاحظ أن هناك نية مسبقة لتأجيجها بصب الزيت المغلى عليها لإشعالها أكثر وأكثر.

ثم ما الداعى لشق المجتمع وتقسيمه بين خصوم تصارع بعضها البعض، ودعونا من فكرة المؤامرة الخارجية وأن مصر مستهدفة من قوى فى الخارج تحاول النيل منها، فهذا كلام غير عملى يؤكد أننا لا نود بذل مجهود فى العثور على مواطن ومناطق الخلل المسببة لانقسام المجتمع، فالغرب ومعه أمريكا لا يكرسان وقتهما وتفكيرهما آناء الليل وأطراف النهار للكيد لمصر وشعبها.

وإن تأملنا المشهد على الساحة السياسية الداخلية، فإنه بدوره باعث على الانقسام والفرقة، ففى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة تسببت قرارات الحزب الوطنى فى استبعاد مرشحين بعينهم من قائمة ترشيحاته فى احتقان وغصة ليس فى نفوس المستبعدين وحسب، بل أيضا لدى من يؤازرهم بأساليب القبيلة، واندلعت خصومات وصراعات بين عائلات وقبائل نتيجة ذلك. وبالتبعية زادت عوامل تشرذم المجتمع الذى يئن الآن من وطأة أن ما يفرقه أكثر بكثير مما يجمعه، ومن ثم فإنه يسير على حافة جرف غير مستقر.

حالة الانقسام امتدت للعلاقة بين المواطن والشرطة المفترض أنهما يعملان لهدف سامى واحد يتمثل فى المحافظة على المجتمع من بؤر الخطر المهددة لاستقراره. بل إن كثيرا من المواطنين أصبحوا يشعرون بعدم ثقة فى جهاز الشرطة، وهناك من يغذى هذا الإحساس لديهم بسبل شتى.

يا سادة.. علينا الانتباه والبحث عمن يفتت ويقطع أوصال المجتمع المصرى، وأوكد أنه موجود وسطنا، أما من هو فهذا ما علينا معرفته فى أسرع وقت ممكن حفاظا على سلامة مجتمعنا.

* كاتب صحفى بجريدة الأهرام








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة