سعيد شعيب

إرضاء القراء

الأحد، 20 يونيو 2010 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتصور بعض القراء الأعزاء أن مهمة الكاتب هى إرضاؤهم، وأنه لا بد وحتما أن يكتب ما يتصورونه صحيحا، وبالتالى ينزعجون عندما يقول رأيا يختلف مع تصوراتهم، بل وفى أحيان كثيرة يتم تكفير الكاتب ليس لأنه، معاذ الله، اختلف مع كتب سماوية، ولكن لأنه اختلف من حركات سياسية ترفع شعارات دينية مثل حماس والإخوان، وفى أحيان كثيرة نظام الملالى فى إيران، أو مع مؤسسات دينية مثل الكنيسة أو الأزهر.

دعنى أسميه منطق التصيد، وهو أقرب إلى التربص، ولذلك تجد أحيانا بعض التعليقات التى لا تناقش القضية المطروحة، ولكنها تناقش النوايا، أى ما هو غير موجود أساسا، وبالطبع لا يعلمه إلا الله جل علاه، إنها النوايا التى لا يعرفها سوى خالق البشر.. وبالطبع لا يمكن مناقشة هذه الأمور، لأنها فى الحقيقة ستخرج من الحوار الخلاق إلى حوار الطرشان.

إنه الإفساد المتعمد للاختلاف، لأن هناك طرفا يتصور أنه وحده دون خلق الله يملك الحقيقة، رغم أنه لا توجد حقيقة مطلقة على وجه الأرض، فهى فى النهاية وجهات نظر قد تخطئ وقد تصيب، ومن ثم فالحوار والنقاش ليس هدفه فقط تبادل الآراء ولكن فى أحيان كثيرة يمكن أن يوصل أطراف الخلاف إلى نقاط ليست هى التى بدأوا بها، أى أن أحد أهم أسباب عظمة الخلاف هو أنه يطور أفكار كل أطراف، يدفعها دفعا إلى أن تفكر كثيرا فيما تتصور أنه صحيحا، لتعيد بناءه من جديد.

وهذه هى طبيعة الحياة التى أرادها الله جل علاه، فلو أراد خالق الكون أن يجعل البشر كلهم نسخة واحده لفعل، ولكنه ترك حتى غير المؤمنين بوجوده، وهم فيما أعرف حوالى ربع سكان الأرض.. ناهيك عن أنه لو أراد جل علاه أن نؤمن جميعا بدين واحد وفكر واحد لفعلها، لكنه لم يفعل.

ومع ذلك ستجد من يتصور أن من حقه أن يجعل كل الناس مثله "بالعافية"، بالقمع والتخويف والإرهاب، وفى أحيان كثيرة بالسب والقذف.. وهؤلاء هم مفسدو الحرية فى كل زمان ومكان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة