محمد حمدى

تزوير.. بلطجة.. وبعض الإيجابيات

الأربعاء، 02 يونيو 2010 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دون الرجوع إلى تقارير منظمات مراقبة الانتخابات، أو سماع شهود عيان، أو حتى انتظار بيانات المرشحين، يمكن القول حسب المصطلح المهذب الذى يستخدم حاليا: انتخابات الشورى لم ترتق لمستوى المعايير الدولية.

وفى تفاصيل هذه العبارة المهذبة الكثير من البلطجة والتزوير، وقد غطت الصحف والمواقع الإلكترونية طيلة نهار الأمس ما حدث من تجاوزات، شملت منع بعض مندوبى المرشحين من التواجد فى لجان التصويت، والتعدى على مقار اللجان، وحرق وإتلاف عدد من صناديق الاقتراع، ومشاجرات وإطلاق رصاص، وسقوط عدد من الجرحى.

وفى التزوير يكفى معرفة أن مرشحا فى إحدى دوائر الصعيد حصل على نحو 250 ألف صوت وهو رقم ليس كبيرا فقط، وإنما يعنى أن صاحبه وأنصاره تقريبا قاموا بتسويد جميع بطاقات الاقتراع فى الدائرة، وهو من التزوير الغبى الذى لم يعد موجودا فى أى مكان فى العالم سوى فى مصر!

وقد بدت معظم مقار الاقتراع خالية، بحيث يمكن القول بكل اطمئنان أن هذه الانتخابات هى الأقل من حيث نسبة المشاركة والتصويت حتى ولو خرجت النتائج الرسمية عكس ذلك.

ورغم كل هذه السلبيات، والتجاوزات، والانتهاكات، فإن انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى أمس سجلت بعض الإيجابيات لعل أهمها على الإطلاق فوز ستة مرشحين ينتمون لأحزاب المعارضة، بواقع نائب عن كل من التجمع والجيل والغد والناصرى، ونائبين عن الوفد.

وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ مجلس الشورى الذى تفوز فيه كل هذه الأحزاب باستثناء التجمع بمقاعد عبر انتخابات مجلس الشورى، بعد أن كانت تكتفى بانتظار الحصول على مقعد كل انتخابات بالتعيين.

وقد يكون من شأن هذا الاختراق المعارض لمجلس الشورى أن تتعامل المعارضة بجدية أكثر فى انتخابات مجلس الشعب القادمة.. وهذه الجدية تعنى أن تشكل تلك الأحزاب جبهة واحدة فى الانتخابات المقبلة وترشح مرشحين فقط فى كل دائرة بحيث تنافس فى جميع الدوائر وعلى جميع المقاعد دون استثناء.

هذا هو التحدى الحقيقى، وهذا ما ينتظره الناس الحالمون بالتغيير، أحزاب قوية، تتواجد على الساحة، وتنافس بكل جدية فى كل انتخابات، ولا تترك الساحة لا للحزب الوطنى.. ولا للإخوان ليقررا بمفردهما مصير هذا الوطن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة