سعيد شعيب

زوال البرادعى

الأحد، 13 يونيو 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن مشكلة الدكتور محمد البرادعى فى خطابه، فما قاله منذ ظهر على الساحة السياسية لا خلاف عليه، بل ويمكنك القول باطمئنان أنه هو ذات الخطاب الذى تطالب به قوى المعارضة المصرية منذ سنوات طويلة.

كل ما فى الأمر أنه شخص جديد، من خارج الدوائر المعتادة للنخبة السياسية المعارضة، والتى أصابها الملل وأصابت الناس بالملل، وربما لأنه محمى بشكل ما، فهو رئيس سابق لمنظمة دولية مهمة، وله بالضرورة علاقات دولية واسعة.

لكن هل هذا يكفى؟
بالطبع لا، فمشكلة البرادعى ومن حوله أنهم يعيدون إنتاج ذات الطريقة التى جعلت الأحزاب إلى حد كبير معزولة، وجعلت حركة مُلهمة مثل كفاية تنتهى إلى الموت، ولم يبق منها سوى خطابات زاعقة تجدها فى الصحف والفضائيات.

فالرجل لا يملك آليات للتغيير الديمقراطى السلمى، ومن حوله لا يملكون هذه الآليات، ومعظمهم له تجربة سياسية وقادم من تيارات سياسية لها تاريخ طويل. ولكن لو كانوا يملكون أى آليات للتغيير، لكانوا قد نجحوا فى إحداث هذا التغيير قبل ظهور البرادعى، ولكنهم قبله لم يحققوا شيئا ملموسا، ومعه لم يحققوا شيئا ملموسا، فكلها خطابات معزولة عن القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة فى التغيير الديمقراطى.

لذلك كان طبيعيا، مثلما حدث فى حركة كفاية التى فشلت فى أن يكون لها امتداد على الأرض، أن تنتشر الخلافات والانقسامات فى الجمعية الوطنية للتغيير، والسبب الرئيسى، ليس أن البرادعى يسافر كثيرا أو يمكث فى مصر كثيرا، ولكن السبب أن كل هذا اللغط والحراك الذى سببه البرادعى لا يتجاوز الصحافة ووسائل الإعلام والفيس بوك والتويتر. ولم يلتحم بقوى اجتماعية، ولكن مجرد أفراد متناثرين يحملون أشواقا حارة وصادقة للتغيير، ومع كامل الاحترام لهم، فليس لهم ثقل اجتماعى يمكنهم من تشكيل ضغط حقيقى على السلطة الحاكمة.

بسبب هذه الطريقة فى العمل السياسى، لن تجد للجمعية وللبرادعى أى وجود حقيقى فى كل الاحتجاجات الفئوية التى تنتشر فى مصر، ولن تجد لهذه الجمعية أى خطة واضحة فى انتخابات الشورى التى انتهت منذ أيام.. وأؤكد لك أنهم لا يملكون أيضا أى خطة فى انتخابات المحليات ولا فى انتخابات مجلس الشعب.. رغم أن هذه ألف باء سياسة، وألف باء من يريد تغييرا ديمقراطيا حقيقيا على ارض الواقع وليس فى المحطات التليفزيونية وفى فضاءات الإنترنت الافتراضية، فهذا الوجود حتى لو طال فهو إلى زوال.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة