سعيد شعيب

مجزرة الحرية

الثلاثاء، 01 يونيو 2010 12:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول وهلة يبدو أن إسرائيل مصممة على تحدى العالم، وتحدى المواثيق الدولية، فقد أكد نائب وزير الدفاع ماتان فيلناى اليوم أنهم لن يسمحوا لسفن أخرى للوصول إلى قطاع غزة، وبإمداد ما اسماه بقاعدة إرهابية تهدد قلب إسرائيل"، ناهيك عن إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى دعمه لما فعله الجيش.

لكن إذا تأملت قليلا، فستجد أن هذا التصميم الفاجر يمكن تحطيمه، وخاصة أن ردود الأفعال الغاضبة لم تكن فقط فى العالم العربى والإسلامى، ولكنها جاءت من دول كانت تتحرج فى إدانة إسرائيل، ومنها مثلا ألمانيا وفرنسا، ناهيك عن مؤسسات دولية مثل الاتحاد الأوروبى ومجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها.

أضف على ذلك ردود الفعل داخل إسرائيل نفسها، فهناك احتجاجات رغم قلة عددها إلا أنها يمكن أن تكون مؤثرة، وخاصة فى ظل مطالبات واسعة من الصحف الإسرائيلية اليوم بإجراء تحقيق قضائى حول الجريمة، بالإضافة إلى مطالبات قوية لرئيس الوزراء نتنياهو بإقالة وزير الدفاع ايهود باراك، وأيضا عزل الجنرال اليعاز شى ماروم المجرم الذى قاد المجزرة.

ثم أن هناك مؤشر آخر مهم، وهو أن هناك مسئولين فى الإدارة الإسرائيلية يبررون ما حدث، ومن الواضح مدى ارتباك حججهم، فوزير الصناعة والتجارة الإسرائيلى بنيامين بن اليعازر (بالمناسبة استضافته دولة قطر أمس فى مؤتمر) اتهم الضحايا بأنهم كانوا يحملون السكاكين، وبعضهم كان يحمل المسدسات"، وهو كذب لا يصمد أمام أى عقل، فإذا كانوا يحملون هذه الأسلحة، فهل الحل هو ضربهم من بالطيران، والكوماندوز.

تصريح السفير الإسرائيلى فى الدانمارك يدلل على ارتباك الصهاينة، فقد قال إن هناك شائعات بأن هناك علاقة تربط بين الموجودين على سفن أسطول الحرية وبين تنظيم القاعدة، وهذه التبريرات تشير إلى ارتباك إسرائيلى حقيقى، يدفعنا إلى ضرورة استثماره، وصولا إلى ضغط دولى يمكننا من معاقبة هذه الدولة العنصرية الفاجرة.

لكن هذا الضغط حتى يكون فعالا، فلابد أن يتجاوز الاختلاف أو الاتفاق مع حماس التى تسيطر على قطاع غزة، ولكنه يتعلق بحصار مليون ونصف المليون فلسطينى بدون أى مبرر، ناهيك عن الأهم، وهو أن الجريمة الإسرائيلية يمكن أن تحدث لنا جميعا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة