محمد حمدى

أمريكا.. ومناهجنا!

الثلاثاء، 04 مايو 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، سادت دوائر صناعة القرار الأمريكية قناعة بأن ما تعرضت له من هجمات إرهابية راجع فى الأساس إلى غياب الديمقراطية فى العالم العربى، لذلك شرعت مراكزها البحثية فى دراسة الشرق الوسط، وتحديد مشاكله التى تمثل خطورة عليها ووضع الخطط لإصلاحها.

ومن بين ما خرجت به الإدارة الأمريكية نظرية الفوضى الخلاقة، وهى دفع قوى المجتمع إلى حالة من الفوضى المنظمة التى تتفاعل فيما بينها لتؤدى إلى ما يشبه حالة الفوران، تقضى على التركيبة القائمة لدول المنطفة، وتسمح بإعادة بنائها من جديد.

ومن بين الأمور التى خضعت لدراسات أمريكية معمقة موضوع المناهج الدارسية العربية، وعلى رأسها المناهج الدينية التى تؤدى إلى شيوع ثقافة العنف، أنا شخصيا أعرف أمريكى من أصل عربى زار المنطقة بعد أحداث سبتمبر 2001، وراجع مناهجها الدراسية، وأعد دراسة حولها، خلص فيها إلى أن المناهج الدراسية العربية تشجع على التطرف.

ومنذ هذا التاريخ لم يتوقف الغرب عن المطالبة بتطوير وتحديث المناهج الدراسية ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم العربى، وحين تحدث وزير التعليم الدكتور احمد زكى بدر عن مراجعة مناهج الدين فى مدارسنا، تعرض لهجوم شرس، والبعض رأى أن هذه الدعوة هى استمرار للخطة الأمريكية.

لكن من الإنصاف أيضا القول ان الدعوة لمراجعة المناهج التعليمية فى مصر بما فى ذلك الدين قديمة وسابقة على أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وهناك دراسات ومقالات عديدة ترى أن هذه المناهج تشجع على التطرف، وإلى سيادة مناخ من التعصب، وتقضى على روح التسامح فى بلد قائم على التنوع.

وحتى لو كانت الدعوة لتطوير المناهج أمريكية غربية، فإن الديمقراطية التى نحلم جميعا بها هى ابتكار غربى، وليس معقولا أو مقبولا أن نتعامل مع كل ما يأتينا من الغرب على أنه شر مطلق ينبغى اجتنابه، وإنما الصحيح أن الحضارات الإنسانية تسلم بعضها بعضا.
كانت الحضارة الفرعونية هادية للعالم، ثم سلمت المشعل للحضارة الرومانية، والفارسية، ثم ظهرت الحضارة الإسلامية التى حملت مشاعل العلم والتنوير، ثم جاء عصر النهضة فى اوروبا ليحدث تقدما كبيرا فى العلم والمعرفة وحقوق الإنسان.

وطوال هذا التاريخ استمرت البشرية، وتطورت الأمم بالاعتماد على ما سبقها، تأخذ منه ما ينفعها، وتترك ما لا يناسبها، وتمضى دائما للأمام بدون عقد أو حساسيات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة