سعيد شعيب

7 ملايين سقطوا سهوًا

الإثنين، 24 مايو 2010 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالفعل كان كذلك، اثنان من المواطنين تبرعا بحمل ثالث على كرسيه المتحرك حتى ينزلا به على السلالم للطابق السفلى لمترو الأنفاق، ومن المؤكد أن هناك مواطنين آخرين سيتبرعون بحمل الرجل على كرسيه عندما يصل إلى محطته من الطوابق السفلية إلى العلوية حتى يصل إلى الشارع.. ومن المؤكد أن الرجل المعاق سيبحث بعينيه فى الشارع عن إنسان قلبه طيب لكى يرفع كرسيه إلى الرصيف حتى يتمكن من الوصول إلى عمله.

هذا المشهد ليسس استثنائيا، فسوف تجده فى كل مكان، وهذا ما جعل حركة 7 ملايين معاق أمس أمام محافظة القاهرة، احتجاجا على عدم إتاحة مقاعد للمعاقين فى الأتوبيسات الجديدة التى أطلقتها هيئة النقل العام منتصف الشهر الماضى. ورفع المحتجون لافتات كتبوا عليها عبارات "مش عايزين حاجة غير حقوقنا الضائعة" و"مستقبلنا هو واقعنا" و"المواصلات من حقنا الأتوبيسات بتاعتنا كلنا" و"ازاى ندفع لكم ضريبتنا وتحرمونا من حقنا".

ولم يكتفوا بذلك وقدم المحتجون مذكرة للدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تحتوى على القوانين التى تنص على حقوق المعاقين والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر بمراعاة المعاقين ومنحهم حقوقهم.

والمعاقون ليسوا فقط الذين يجلسون على كراسٍ متحركة، ولكن هناك أيضا الصم والبكم والمكفوفين، وهؤلاء يتجاوز عددهم رقم 7 ملايين.. ونسيهم المجتمع تماما، وسقطوا من حسابات الدولة، فلن تجد مستشفى أو مدرسة أو حديقة عامة أو مصنع يضع فى اعتباره هؤلاء، كما أنه من الصعب أن تجد لهم المدارس والجامعات الكافية التى تراعى ظروفهم المختلفة، ولن تجد رصيفا صالحا لأن يمشوا عليه، فالثقافة السائدة قاسية، نفتهم تماما وكأنهم لا يعيشون بيننا، ولذلك لم يكذب اللواء عبد الفتاح عبد العزيز السكرتير العام لمحافظة القاهرة عندما اعتذر للمحتجين، قائلا: إنهم محقون وإن ما يطلبونه سقط سهوا من المسئولين، أى دون قصد.

وهذا للأسف صحيح، فهم للأسف خارج حساباتنا، رغم أنهم وكما قالوا يدفعون الضرائب مثلنا تماما، ورغم أنهم مثلى ومثلك بشر مصريون من لحم ودم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة