محمد حمدى

أصابع باراك أوباما

السبت، 22 مايو 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفق صحيفة معاريف الإسرائيلية التقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع 37 من أعضاء الكونجرس الأمريكى من اليهود، وبحث معهم قضية السلام فى الشرق الأوسط، وكشف لهم عن أنه سيزور المنطقة قريبا، لكنه أدلى باعتراف مهم قال فيه إن الشرق الأوسط ملىء بالألغام، وأنه نفسه لم يكن يدرك صعوبة هذا الملف، لدرجة أنه فقد بعض أصابعه، من جراء انفجار ألغام الشرق الأوسط فيه.

وطبعا فقد أصابع أوباما هو تشبيه مجازى استخدمه الرئيس الأمريكى للدلالة على الصعوبات التى تواجهه فى الشرق الأوسط، وفى محاولته تنفيذ خطته لإحلال السلام فى المنطقة، وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وفى اعتقادى أن أوباما لم يدرس ملف الشرق الأوسط جيدا، وهو تصور أن مجرد الاعتماد على فريق الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى هذا الملف، مع بعض الاهتمام والانخراط المباشر يمكنه من حل هذه القضية الصعبة والمعقدة والمتعثرة منذ أكثر من مائة عام.

وفى اعتقادى أيضا أن أوباما يؤمن بضرورة إقامة دولة فلسطينية، بعض النظر عن حدودها وتسليحها وقدرتها على ممارسة السيادة على الأرض، وهو لديه قناعة مفادها أن مصالح الولايات المتحدة الداخلية والخارجية تستوجب تبريد الملف الفلسطينى الإسرائيلى، حتى يتمكن من الخروج الأمن من أفغانستان.

وليس خافيا أن أوباما يولى الشرق الأوسط أهمية فى جدول أولوياته، وهو يحاول الضغط على إسرائيل للاستجابة لطروحاته، لكن المشكلة التى لا يستطيع التغلب عليها هى أن إسرائيل تتجه يمينا، ويحكمها يمين دينى وسياسى وعنصرى، لا يؤمن بالسلام، وليس لديه استعداد للتفريط فى الأرض، وأقصى ما يمكن أن يوافق عليه دولة فلسطينية فى حدود غزة فقط.

ومشكلة أوباما أيضا أنه لا يستطيع المضى قدما بالضغط على إسرائيل دون أن يهز وجوده فى الرئاسة الأمريكية، وهو أمر قد يصعب من فرصه فى الفوز بفترة انتخابية ثانية، حيث لا يزال اللوبى اليهودى ناشطا ومؤثرا فى السياسة الأمريكية، وقادرا عبر أنصاره فى مجلسى الكونجرس على التصدى لمحاولات ومشروعات أوباما.

وفى تصورى أيضا أن أوباما سيحاول الحفاظ على أصابعه دون أن تنفجر فيها ألغام الشرق الأوسط، واللوبى اليهودى فى أمريكا، وهو إن جاء للشرق الأوسط سيحاول الحل، لكنه لن يكون قادرا على التأثير على الحكومة اليمينية الحاكمة فى إسرائيل، ومن ثم فهو سيقرر عدم الدخول فى حقول ألغام جديدة وانتظار الولاية الثانية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة