محمد بركة

هتافات على كيف كيفك

الثلاثاء، 18 مايو 2010 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منها لله حالة الحراك السياسى التى تعيشها البلد، فقد جعلت المظاهرات "اللى يسوى منها واللى مايسواش" حقاً مكفولاً للجميع، كما جعلت المرور فى التحرير ورمسيس ووسط البلد حقاً يترحم عليه الجميع، وانتعشت سوق الهتافات، وأصبح "الهتَّيف، صنفاً من البشر يكثر عليه الطلب، فمهمته تسخين المظاهرة وتكليف من يسيرون فيها بمهمة مقدسة تتمثل فى ترديد الهتافات وراءه بحرارة وعزم، فضلاً عن منح المارة والفضوليين فى الشارع فرصة العمر لفرجة مجانية على الهواء مباشرة بدلاً من انتظار نشرة "حصاد اليوم" على الجزيرة، ولابد لهذا "الهتيف" من مواصفات خاصة، منها على سبيل المثال – لا الحصر – أن يكون خفيف الوزن حتى يسهل حمله على الأعناق أثناء المظاهرة، وأن يكون قوى الحنجرة حتى يظل يهتف 3 ساعات متواصلة دون انقطاع، فضلاً عن أن يكون واسع الخيال، ابن نكتة، لديه ملكة التأليف والحس الموسيقى حتى ينحت هتافات مبتكرة يسهل ترديدها، والحق يقال أن نوعية "الهتيفة" المتوفرة حالياً فى الأسواق لا تملك من هذه المواصفات سوى ما يتعلق بخفة الوزن وقوة الحنجرة، فمعظم الهتافات الجديدة "سلق بيض" وضعها أناس "عواطلية" تشعر أن شخصاً ما لمهم سريعاً من على المقهى...
هنا أشهر 30 هتافاً بدأ من عهد عبدالناصر والسادات:
أنور أنور يا سادات.. هيا فين الحريات
كان عبد الناصر خارجاً من هزيمة 67 والسادات هو رئيس مجلس الأمة "الشعب حالياً" وانطلق هذا الهتاف الذى يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الطلبة فى مصر – مع كامل احترامى لهم باعتبارهم وقود المظاهرات – مصابون بحول سياسى فهم فى مظاهرات 1968 الشهيرة التى انطلقت بمناسبة يوم الطالب العالمى لم يقدروا على الحمار وراحوا يتشطروا على البردعة!

قال إيه مجلس أمة.. واللى عايزينه هما
مجرد تنويعة على الهتاف السابق وقد أضاف أصحابه للبردعة "برادع" أخرى دون أن يقتربوا من الحمار!


إبكى إبكى يا عروبة.. ع اللى بناكى طوبة طوبة
هتافا انطلق حزناً على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، والحق يقال إن الأشقاء العرب حفظوا لمصر الجميل وتعاملوا مع رعاياها بكل ود وتقدير "جلد الطبيب المصرى فى السعودية نموذجاً".

يا ياسر يا حسين.. وديتم جمال فين
هتاف انطلق فى نفس الأجواء السابقة وقد تشائم المصريون من وش العاهل الأردنى الملك حسين والزعيم ياسر عرفات بعد مذبحة أيلول الأسود التى تدخل "جمال" لاحتواء تداعياتها.

راح نحارب جوه سينا.. لجل قوتنا وقوت أهالينا
أول هتاف يكشف عن أن الطريق لنصر أكتوبر المجيد يمر بالمعدة.

دولا مين ودولا مين... دولا عساكر مصريين
الهتاف الذى أشاد بالأبطال الحقيقيين لنصر أكتوبر.

دولا مين ودولا مين.. دولا ولاد الفلاحين
نفس الهتاف مع تعديل بسيط يجعلك لا تعرف هل أنت أمام إشادة أم معايرة!
أنور لما كان بيبيع.. جات نهايته فى التطبيع
هتاف احترم الوزن والقافية ولم يحترم قاعدة: لا شماته فى الموت!

آه يا جمال وبقولها بحسرة... فينك فينك تحمى البصرة
هتاف يناصر العراق بقيادة صدام حسين فى حربه مع إيران حين احتلت الأخيرة أجزاء من البصرة وقد رد القائد المهيب الركن الجميل لمصر بنعوش المصريين الطائرة من بغداد إلى القاهرة.

يا شارون يا خسيس.. دم العربى موش رخيص
هتاف انتهت صلاحيته عندما أصبح دم الحرب الأهلية بين السنة والشيعة للركب فى العراق.
يا شارون يا وضيع.. دم الشهدا موش هيضيع
هتاف انطلق بحرقة وصدق وكانت النتيجة أن جزار صابرا وشاتيلا مرمى فى غيبوبة أبدية لم تخطر على البال!
مطلب شعبى ملح وهام... عودة القطاع العام
هتاف يظهر معدن الوطنية الأصيل للمصرى باعتباره شخصاً لا يعترض على نهب المال العام من حيث المبدأ، هو فقط يرفض أن يكون اللص رجل أعمال "منعرفلوش أصل ولا فصل" ويفضل أن تُسند المهمة إلى موظفين كبار "قد الدنيا" فى كبريات الشركات الحكومية الخاسرة.

• كاتب صحفى بالأهرام








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة