بسمه موسى

المصريون وعيد شم النسيم

الأحد، 04 أبريل 2010 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من العادات القديمة أن يكون لكل أمة يوم من أيام الفرح العام وفى ذلك اليوم تبتهج جميع الأمة وتهيأ وسائل البهجة والسرور.

أى أن الناس يختارون من أيّام السنة يومًا واحدًا ويظهرون فى ذلك اليوم منتهى السرور والحبور والابتهاج فيخرجون للمتنزهات والحدائق العامة والسياحة النيلية للاستمتاع بجمال الطبيعة، ويزور بعضهم بعضًا وإذا كانت بينهم كدورة فإنّهم يجتمعون ويزيلون ذلك الكدر والاغبرار وانكسار القلوب ويقومون مرّة أخرى على الألفة والمحبة، وتجد جميع الكائنات الأرضيّة أشجارًا وحيوانات وإنسانًا روحًا جديدًا فيه، وتجد نشاطًا جديدًا من النّسيم المحيى للأرواح فتنال روحًا جديدة، وعيد شم النسيم يأتى فى موسم الربيع حيث تتفتح الزهور ويحتفل به فى مصر منذ آلاف السنيين، وقد أصبح عيدا لكل المصريين يجمعهم على الألفة والاتحاد منذ العصر الفرعونى مجسدا فى الأنظار ألفة الأمة المصرية واتحادها.

وهو عيد مميز جدا بطقوسة لأن به يعلن الربيع عن بهائه وبريق زهوره ودفء جوه.
يرجع الاحتفال به إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقد إنه كان معروفًا فى مدينة "هليوبوليس" ومدينة "أون"، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، ويرمز العيد عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، أو بدأ خلق العالم، وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباطه باعتدال الجو، وطيب النسيم وعطر الزهور، ولأن العيد يرمز لبعث الحياة لذا اختاروا البيض لأنه يمثل مرحلة الجنينة للوجود، أى رمزا لخلق الحياة وكانت لهم طقوس فى الأكلات الخاصة بهذا اليوم تبدأ بتلوين البيض وكانوا يكتبون عليها ابتهالات للخالق ويضعون عليها صورا ويلونونها.

ومع تطور العصر أصبحت عادة لدى المصريين فى تلوين البيض وكتابة الدعوات فى الليلة التى تسبق العيد ويضعونها فى سلة يعلقونها على الأشجار فى صحن الدار بالأرياف أو تعلق على الأسقف أو البلكونات بالمنازل فى المدن حتى تستقبل شروق شمس يوم جديد فتتحقق الأمنيات مع مقدم فصل جديد من فصول السنة يعرف بالخير والعطاء.

ثم تطورت الفكرة بوضع البيض الملون لتزين مخبوزات صنعت خصيصا لهذا اليوم كما فى بعض مدن القناة، أما الأكلات الشهيرة الأخرى هى الملانة وهى عبارة عن الحمص الأخضر والخس والبصل الأخضر والترمس والحلبة المنبتة أو الخضراء وعلى رأس المائدة فى هذا اليوم تأتى الملوحة والفسيخ ثم السردين المملح والرنجة.

وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم فى احتفال رسمى، فى وقت حلول الشمس فى برج الحمل وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار فى نصف الكرة الشمالى حيث موسم الربيع، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم. وكما تقول الأسطورة فى تلك اللحظة حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، يحدث شيء عجيب حيث فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.

وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع فى الحادى والعشرين من مارس كل عام، فى الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثى الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران. وقد توصل العالم الفلكى والرياضى البريطانى "بركتور" إلى رصد هذه الظاهرة، وتمكن من تصوير لحظة انشطار واجهة الهرم فى عام 1920م.

وأخيراً يأتى الاحتفال بشم النسيم سنويا فى اليوم التالى للاحتفال بعيد قيامة حضرة المسيح له المجد كل عام وأشقاؤنا فى الوطن من المسيحيين بخير ومحبة وسلام، وكل عام وجميع المصريين أيضا بخير وسلام وفى وحدة ووئام وإلى كل المقيمين بمصر الذين يحتفلون معنا سنويا بشم النسيم وإلى الزائرين لمصر أيضا تحية محبة وتهنئة حارة بالأعياد وإليهم جميعا أهدى باقة ورد مروية بماء النيل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة