سعيد شعيب

"الست ميرفت"

الخميس، 29 أبريل 2010 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهدت صورها على موقع اليوم السابع، فى المسيرة التى نظمتها كل الجماعات المحتجة أمام مجلسى الشعب والشورى. ومن قبل شاهدتها فى برنامج العاشرة مساءً، أحدثكم عن "الست ميرفت"، هى عاملة فى شركة تحسين الأراضى التابعة لوزارة الزراعة، ومطالبها هى وزملاؤها وزميلاتها واضحة وحاسمة دون أى "لفلفات"، يحصلون على أجور زهيدة، من حقهم زيادتها حتى تكفل لهم حياة كريمة، ثم إنهم يقتطعون من مرتباتهم الهزيلة قيمة التأمينات، ولكنهم لم يجدوا لأنفسهم تأمينات.

تذكرنى "الست ميرفت" بالحاجة كريمة، السيدة التى كانت مسئولة عن إطعام وإعاشة حوالى ثلاثة آلاف من موظفى الضرائب العقارية، أثناء اعتصامهم لمدة 11 يوما أمام مجلس الوزراء، وببساطة شديدة رحب الرجال بأن تكون هى المسئولة، بل ولم تكن هناك أى مشكلة فى أن تكون أحد قيادات هذه الحركة النبيلة التى انتهت إلى تأسيس أول نقابة مستقلة فى مصر.

الملفت أنه فى هذه الاحتجاجات لن تجد حديثا عن التفرقة بين رجل وامرأة، كما لن تجد من يقول هذا مسيحى وهذا مسلم، ولكن الكل يندمج تماما لتحقيق مصالح مشتركة، إنها قوة المجموع، ولذلك كانت "الست ميرفت" فى برنامج العاشرة مساءً منطقها واضحا وقويا، ليس فقط فيما يتعلق بمطالب زملائها وزميلاتها، ولكن أيضا فيما يتعلق بمطالب كل المحتجين على رصيف مجلسى الشعب والشورى.

الحاجة كريمة والست ميرفت وغيرهما المئات من الرجال والنساء قيادات طبيعية نبتت على أرضية مطالب واضحة، وازدهرت على خلفية احتجاجات ديمقراطية سلمية، ولم تصيبها أمراض العزلة السياسية والنضال فى الغرف المطلقة، وهذا فى تقديرى هو سبب نجاح معظم الاحتجاجات.

إنها قيادات طبيعية غير مصنوعة عبر الصحافة والإعلام، ولكنهم موجودون على الأرض ويخوضون صراعا بدون أوهام أو مطالب مستحيلة ويحققون انتصارات. ويصنعون الآن ما هو أصعب، وهو الانتقال من خانة حرية التعبير، أى الاحتجاج السلمى الديمقراطى من أجل مطالب فئوية، إلى خانة النضال من أجل حرية التنظيم، أى تأسيس كيانات نقابية تعبر عنهم، بعد أن خذلتهم التنظيمات النقابية التى سيطرت على معظمها السلطة الحاكمة والبقية احتكرتها القوى السياسية المعارضة.

إنهم يغيرون الحاضر ويصنعون المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة