محمد حمدى

لكم دينكم.. ولى دين

الثلاثاء، 27 أبريل 2010 12:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاثنين الماضى كتب الزميل جمال جرجس المزاحم فى "اليوم السابع" موضوعا مهما حول بيان لأعضاء بالكونجرس، حول أسلمة قبطيات بمصر، جاء فيه أن ثمانية عشر عضوا بالكونجرس الأمريكى وقعوا على خطاب موجه إلى السفير لويس سى ديباكا المسئول عن ملف الاتجار بالبشر بوزارة الخارجية الأمريكية، يحثونه على "متابعة التقارير الصادرة عن اختفاء فتيات ونساء قبطيات بمصر"، حيث جاء بالخطاب: "نناشد مكتبكم متابعة التقارير الصادرة من مصر، والتحقيق فى حالات الخطف، والزواج القسرى والاستغلال، والهبات المادية التى تُمنح لمن يساعد فى عمليات التحول الإجبارى إلى الإسلام، وعما إذا كانت هذه الحالات تستدعى وضعها فى تقرير عام 2010 عن الاتجار بالبشر.

وقال موقع "أقباط أحرار" إن أعضاء الكونجرس طالبوا بالتحقيق فى الاختفاء والتحول القسرى لفتيات ونساء قبطيات، وأضاف الخطاب "فى الحالات الخمس وعشرين التى رصدها التقرير، كان جلياً اتباع العنف، والخداع، والقسر من أجل تحول الفتيات والنساء الأقباط عن دينهم عنوة، وفى بعض حالات التحول القسرى يتم استغلالهن جنسياً واستعبادهن منزلياً، وفى بعض الحالات حصلت العائلات التى ساعدت على الخطف والتحول القسرى على مساعدات مادية من جهات مجهولة.

وقبل نحو شهر نشرت "روز اليوسف" تقريرا صادرا عن وزارة الأوقاف عن منظمات مسيحية تبشيرية عديدة تعمل فى مصر لتحويل المسلمين إلى مسيحيين، وأشار التقرير إلى أن هذه المنظمات أجنبية، مطالبا بضرورة التصدى لنشاطها التبشيرى.

مما يعنى أن القضية لا تتعلق بتغيير دين واحد، وإنما حركة منتظمة من منظمات إسلامية ومسيحية كل يسعى لتغيير دين الآخر، وكأن اعتناق مسيحى الإسلام، أو اعتناق مسلم المسيحية هو الذى سيحل مشاكل هذا البلد، أو سينصر هذا الدين على ذاك.

أنا شخصيا اعتبر أن عمل تلك المنظمات أيا كان الدين الذى تدعو إليه، أو الدولة التى تمولها هو أهم خطر على الدولة المصرية، فإذا كانت قضية بناء الكنائس مشكلة كبيرة يتناقش حولها المجتمع، وتحظى بدعم قوى من فئات عديدة لإصدار قانون دور العبادة الموحد، فإنه يمكن حلها فى النهاية عبر تشريع يصدره البرلمان، لكن اللعب بسلاح الأديان فى مجتمع متدين مثل مصر يمكن أن يؤدى إلى انهيار المجتمع وتفتيته وتحويل الاحتقان الطائفى إلى حرب أهلية دينية.

ولا أعتقد أن تدخل نواب الكونجرس فى هذه القضية بريئا، كما أنه ليس خافيا على أحد الدور الكبير الذى تلعبه المنظمات التبشيرية الأمريكية فى بلدان إسلامية عدة، تحت ستار الدين، بينما الأمر فى النهاية يتجاوز ذلك إلى أهداف سياسية من بينها بالطبع زعزعة استقرار دول معينة والعمل على إضعافها عبر إذكاء نيران الفتن الطائفية.

وإذا كان من حقنا أن ننزعج من هذه المنظمات التبشيرية، فإن علينا أن ننزعج بنفس القدر من الجماعات الإسلامية التى تمارس نفس الدور وتتلقى تمويلا خارجيا، ولا تقل أهدافها خطورة عن المنظمات التبشيرية.. وحتى نتخلص من هذا الحريق القادم علينا جميعا الإيمان بأن لكم دينكم.. ولى دين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة