سعيد شعيب

لن يتغير الإخوان

الإثنين، 26 أبريل 2010 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعلم الغيب إلا الله جل علاه، ولكن فيما يتعلق بالإخوان فهم الذين يعلنون ويؤكدون كل يوم أنهم لا يريدون التغيير، والأمر ليس كما قال الدكتور سعد الكتاتنى المتحدث الإعلامى باسمهم، بأنهم لن يقبلوا أن يأخذهم أحد على أجندته، ولكن لأن شعارات الجماعة تهدم أساس الدولة المصرية، التى يقوم دستورها وقانونها على عدم التفرقة بين مواطنيها.

وبالتالى لا يحق لأحد تحت أى ادعاء أن يغير كما يشاء فى هذا الأساس الراسخ، لأننا لو سمحنا له، فهذا معناه أننا نقرر وبإرادتنا الحرة أن نفرق بين المصريين ونزرع الخراب.

فالديمقراطية فى جوهرها ليست مفهوما عدديا فقط، ولكنها قبل ذلك، الحفاظ الحاسم على حقوق متساوية للمواطنين، وليس من حق أغلبية أو أقلية أن تنتهكها. وحقها فقط فى أن تطرح ما تشاء من أفكار سياسية ولكن بشرط الحفاظ أسس الدولة، بما فيها الحريات الفردية والعامة، وبالتالى لا يحق للإخوان أن يقولوا أن برنامجهم السياسى يتضمن حرمان المرأة والمسيحيين من حق الترشح لأى موقع فى بلدنا.

دعك من كلامهم حول أن هذه ثوابتهم التى يستمدونها من الشريعة، فهذا مردود عليه بأن بعضا من قياداتهم يقرون بحق كل المصريين، أيا كانت ديانتهم أو جنسهم، فى الترشح لأى موقع سياسى فى البلد، ومنهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ودكتور جمال حشمت. وبالتالى فهذه مشكلتهم وليست مشكلة الآخرين، ثم إنه ليس منطقيا أن يرغموا بلدا طويلا عريضا على أن يسير على هواهم، وأن ينتهك قانونه ودستوره والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

الحقيقة أن المدهش ليس مواقف الإخوان، فهم كما قلت فى البداية يكاد يكون مستحيلا أن يتغيروا، ولكن فى الأحزاب التى وافقت على إجراء حوار معهم، بما فيها أحزاب لا شك فى دفاعها عن مدنية الدولة مثل الوفد والتجمع.

إنها وأرجو ألا يغضبوا انتهازية سياسية مضرة، فالتعاون كما قال الكتاتنى فى انتخابات نزيهة وتعديل الدستور ووقف العمل بقانون الطوارئ قضايا لا خلاف عليها، ولكن كيف يمكننا أن نطمئن لأن من يتعاونون معنا فى كل ذلك لن ينقلبوا ويصبحوا أكثر استبدادا ويؤسسون دولة يحكمها شيوخهم.


موضوعات متعلقة:

الإخوان: لن نتنازل عن مبادئنا لإرضاء الأحزاب








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة