بسمه موسى

القيم النبيلة

الأحد، 18 أبريل 2010 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سررت عند قراءة خبر بأحد الجرائد المصرية اليومية عن موافقة وزير التربية والتعليم على دراسة مقترح قدمته السيدة السفيرة وزيرة الدولة لشؤون الأسرة والسكان، بتأليف كتاب مشترك يحمل القيم المشتركة التى جاءت بها الأديان الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية، بهدف تعميق المواطنة، مؤكداً فى الوقت نفسه، استمرار تدريس كتب الدين فى المدارس وعدم المساس بها، ودعت السفيرة إلى نبذ كل القيم المناوئة للمواطنة، وعلى رأسها مظاهر التعصب الدينى والتشدد والتعصب الفكرى وعدم قبول التعددية الحضارية والثقافية المميزة للمجتمع المصرى، واتفاقهم على أن تتضمن مناهج التعليم أهدافاً واضحة وصريحة، تنص على غرس وتأكيد قيم العيش فى وطن واحد، إن المقصود بتدريس القيم الأخلاقية بهدف المواطنة مثل ما كنا ندرس ونحن صغار مادة التربية الوطنية، والذى كان يعزز الانتماء للوطن، أما هذا الكتاب فسوف تكون الفائدة منه أكبر لأنه سوف يغرس فى عقول التلاميذ المواطنة والانتماء، فضلا عن القيم والأخلاق والمبادئ التى نصت عليها جميع الأديان، والبعد عن التعصب والعنف والتشدد التى نهت عنها جميع الأديان.

هذه الفكرة موجودة بالفعل فى بعض الدول الأوربية وفيها يتعرف الطفل على القيم النبيلة من خلال الديانات الكثيرة الموجودة فى العالم، بشكل غير مباشر، ومن منظور التعايش مع أصحاب الأديان بالروح والريحان، وبهذا ينمو الطفل على قبول كل أفراد المجتمع ويتعود على العمل الجماعى المشترك مع أفراده من أجل خدمة الوطن الذى يعيش فيه، وهذا بدوره يؤدى فى النهاية إلى استقرار هذا المجتمع.

إن تأسيس أى مجتمع مستقر ومتمتع بالأمن والسلام الدائم يرجع إلى تحقيق الانسجام والوئام فى علاقة الفرد بالمجتمع ذاته، والمعروف عن التعليم منذ الطفولة أنه يخدم تواصل الشعوب والثقافات، لذلك لابد من البحث عن عامل مشترك بين جميع الأفراد،.والبحث عما بداخل كل فرد من أسس عقلانية وقدرات مختلفة للدخول فى عملية التخلّص من كل ما يضر ويعطل البشر من البناء، لكى يستطيعوا العمل سويا بالمحبة والسرور وأن يتحدوا مع بعضهم البعض ويعملوا على تحقيق الاتحاد والوئام من أجل بناء مجتمع يشعر الجميع فيه العدل والسلام.

إن التنوع هو تجميع لثقافات البشر الغنية ويحقق ازدهار الحضارة بأى مجتمع، لذا أتمنى أن يضاف أيضا إلى هذا الكتاب قيمة العدالة فى تعليم البنات والأولاد على مستوى العائلة والمجتمع، وخاصة فى الريف، وإن تنال البنت حقها فى التعليم منذ حداثة طفولتها حتى يتمكن نصف تعداد البشر من تنمية قدراته على أكمل وجه وتمكنه من المساهمة فى إصلاح مشاكل المجتمع، والمساهمة كأمهات فى تنمية القيم والملكات القوية فى أطفالهن لكى يصبحوا داعمين للمجتمع ومشاركين فى بنائه، لأن الأم هى المربية الأولى للبشرية.

إن إتباع فلسفة مبنية على نبل الطبيعة البشرية وتنمية طبيعتها الروحانية السامية من خلال القيم الأخلاقية والعمل الجماعى منذ الطفولة سوف يمكّن من تقديم تعليم وتصوُر جديد يخدم المجتمع بأسره وسيحقق الاستقرار فيه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة