محمد حمدى

صحة الرئيس

السبت، 06 مارس 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مصر الكثير من الأمور الغامضة، وغياب للشفافية فى أمور عدة، لكن التعامل الرسمى مع الأمور الصحية الخاصة بالرئيس حسنى مبارك، يتم تناوله رسميا منذ سنوات بشفافية، فصباح الخميس تم الإعلان عن أن زيارة الرئيس لألمانيا تشمل دخوله المستشفى لإجراء فحص طبى على الحويصلة المرارية، وتم الإعلان الجمعة عن أنه سيدخل المستشفى اليوم لاستئصال المرارة.

فى عالمنا العربى كنا نتعامل من قبل مع صحة الرئيس أو الملك أو الأمير باعتبارها سرا حربيا لا يجوز الاقتراب منه، ولا يزال كثيرون يتذكرون كيف أن معاناة العاهل الأردنى الراحل الملك حسين مع سرطان الغدد الليمفاوية، تم نشرها فى صحف أوروبية قبل أن تتحدث عنها الصحف العربية، وكيف قطع الملك حسين علاجه ليعود إلى بلاده فى زيارة استغرقت عدة ساعات جرى تسويقها فى إطار شفاء الملك من مرضه وتغلبه على السرطان.

ثم اتضح بعدها أنه عاد لنقل ولاية العهد إلى نجله عبد الله بدلا من شقيقه الأمير الحسن، وعاد الملك حسين إلى المستشفى الذى كان يعالج به حيث فارق الحياة بعدها بأيام قليلة، فيما كان الأردنيون يحتفلون بشفائه من السرطان!

حالة الملك حسين ليست الوحيدة، فالعالم العربى حافل بمثل هذه الأحداث والحكايات التى جعلت من مرض الزعيم سر حربى لا يجوز الاقتراب منه، لكن العالم تغير، وما كان سر الأسرار أصبح موضوعا عاما لا يجوز التكتم عليه، لأنه من حق الشعوب معرفة الحالة الصحية لزعمائهم وترتيب البيت من الداخل تحسبا لأية تطورات لمرضه.

ورغم أن لدى العديد من الحفظات على السياسة المصرية، خاصة فى شقها الداخلى، لكن التعامل بشفافية مع مرض الرئيس أمر يحسب للنظام الحاكم فى مصر، كما يحسب له الاحتكام للدستور فى مثل هذه الحالات، حيث أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بنقل صلاحياته الرئاسية لرئيس الوزراء حسبما ينص الدستور.

وفى عام 2004 أيضا سافر الرئيس إلى ألمانيا أيضا لإجراء جراحة فى العمود الفقرى، تم الإعلان عنها قبلها، وتبعها أيضا بنقل صلاحياته لرئيس وزرائه حسبما ينص الدستور.

ورغم معارضتى أيضا لبعض سياسات الرئيس إلا أن ذلك لا يمنعنى من الدعاء له بالشفاء، لأنه لا شماته فى المرض، ولا يجب أن نستغل مرض إنسان لتصفية حسابات شخصية أو سياسية معه، لأنه فى هذه الحالة لا يستطيع الرد على ما يتعرض له من انتقادات أو هجوم.

عموما التفكير فيمن سيخلف الرئيس مبارك أمر منطقى، لا يتعلق بمرضه أو إجراء جراحة بسيطة لاستئصال المرارة، وإنما لأن الرئيس مبارك تخطى الثمانين من عمره، وحين يصل إنسان إلى مثل هذه السن، يصبح الحديث عمن سيخلفه أمر منطقى، لأن التغيير سنة الحياة، وقد حكمنا مبارك نحو 29 عاماً، لكنه لن يظل فى الحكم إلى الأبد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة