سعيد شعيب

قنبلة العوا العصماء

الثلاثاء، 02 مارس 2010 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا مع الذين يعتبرون إسرائيل عدوا لمصر، فهذه حقيقة مستندة إلى أنها كيان بطبيعته عنصرى وبالتالى عدوانى يشكل خطراً على الأمن القومى، فضلاً عن أنه يحتل حتى الآن أرضاً عربية، فلسطين والجولان ومزارع شبعاً.

بالتالى أتفق مع الدكتور محمد سليم العوا فى هذه النقطة التى جاءت فى محاضرته السياسية التى ألقاها دفاعاً عن المتهمين فى قضية حزب الله، رغم أن المحاضرة ليس مكانها المحاكم، فهناك أدلة قدمتها النيابة ضد المتهمين كانت تحتاج إلى كل جهده.

لكن هذا اختياره، فهو يؤمن كما قال بأن القضية سياسية قبل أن تكون جنائية، ولذلك فالمتهمون لم يفعلوا أكثر من مواجهة العدو الصهيونى بتزويد المقاومين الفلسطينيين بالسلاح والعتاد وتدريب من يمكن تدريبه، وهو جزء من واجبات حزب الله الذى وصفه الدكتور بأنه جزء أساسى أصيل مما أسماه بحركة التحرر العربية الإسلامية.

دعك الآن من أن المتهمين ومن خلفهم حزب الله انتهكوا القانون، والدكتور العوا رجل قانون، وانتهاكهم لسيادة دولة على أراضيها. لكن لماذا لم يذكر الدكتور على الإطلاق أراضى عربية أخرى تحتلها إيران، حليفة حزب الله، ولماذا لا ينشغل حسن نصر الله قائد ما أسماه العوا «حركة التحرر العربية الإسلامية» بتحريرها؟

لن تجد إجابة عند الدكتور ولا عند نصر الله ولا فى كل أدبيات قوى المعارضة المصرية، رغم أن إيران تحتل أرضا عربية فى بلدين عربيين الأولى الإمارات، فقد احتلت إيران جزيرتى طنب الكبرى والصغرى منذ عام 1971 وطردت سكانها الإماراتيين. وفى عهد الملالى تم احتلال جزيرة أبوموسى عام 1992 وطردت سكانها العرب وبنت مستوطنات للإيرانيين.

ليس هذا فقط لكن إيران أيضا فى عام 1925 احتلت إقليمى الأحواذ أو عربستان، ومساحته أكثر من 13 ضعف أرض فلسطين وسعى نظام الشاه ومن بعده الملالى لإجلاء السكان الأصليين، أى العرب، وإحلال الفرس مكانهم، ناهيك عن القمع ومنع تعليم اللغة العربية واستخدامها.

أليس هذا احتلالا؟
بالطبع احتلال، والمحتل عدو لا يختلف عن احتلال إسرائيل، بل لا يختلف عن احتلال تركيا القديم للإسكندرونة السورية والمستمر فى عهد رجب أردوغان الذى نصبه العوا، وكثير من المعارضين، بطلا لأنه يعادى إسرائيل «بشوية كلام»، فعلى الأرض التبادل والتجارى والعسكرى مزدهر.

يجب ألا ننس الاحتلال الإسبانى لجزيرتى سبتة ومليلية. فكل هؤلاء محتلون، وكلهم يفعلون نفس ما يفعله الصهاينة، احتلالا وإبادة وتغييرا للهوية.. باختصار استعمار استيطانى. فلماذا لا يدعونا الدكتور إلى محاربة كل المحتلين أيا كانت ديانتهم؟

لا أريد القول إن السبب أن الدكتور يؤمن أن الاحتلال الإيرانى «المسلم» حلال، والاحتلال «اليهودى» لفلسطين حرام. لكن هذه مصيبة لأن هذه هى طريقة الصهاينة، الذين يحاربون غيرهم على أساس دينى. لكنى أستبعد هذا التفسير، وأستبعد أيضاً احتمال ازدواجية المعايير، فكلا التفسيرين لا يليق برجل قانون كبير، ومفكر له اجتهادات مرموقة فى الحركة الإسلامية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة