محمد حمدى

تأملات فى الحالة الشوبيرية

الثلاثاء، 02 مارس 2010 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف اثنان على أن أحمد شوبير يمثل حالة إعلامية رياضية، اختلفنا أو اتفقنا معه، أو مع ما يقدمه، أو حتى فى المهنية، لكنه فى كل الأحوال امتلك حضوراً جعله من أفضل مقدمى البرامج الرياضية فى مصر، إن لم يكن الأفضل، لكن المشكلة أن رحلة الصعود السياسى والإعلامى والرياضى السريعة جداً لأحمد شوبير توشك على الأفول ليس لمجرد وقف برنامجه فقط، وإنما لأن قراءة السيرة الذاتية له تقودنا لهذا الاستنتاج.

اعتزل أحمد شوبير حراسة مرمى الأهلى فى عام 1997، لكنه لم يكتف بالعمل فى إدارة الإعلانات بمؤسسة الأهرام، على طريق حسن حمدى ومحمود الخطيب وفتحى مبروك وغيرهم من الرياضيين الذين عرفوا طريقهم للأهرام فى ظل إدارة حسن حمدى للإعلانات.

ورغم أن الكثير منهم يكتفى بالعمل فى إدارات الإعلانات المختلفة، نظرا لأنها من أعلى الدخول فى الأهرام، وفى البلد بشكل عام، فإن شوبير حاول صناعة طريق مختلف، وبدأه باتحاد كرة القدم الذى أمضى فيه دورتين، ووصل إلى منصب نائب رئيس الاتحاد لكنه لم يكمل بسب تعديل لائحة الاتحادات الرياضية ومنع العضو أو رئيس الاتحاد من الاستمرار أكثر من دورتين متتاليتن.

الدخول إلى اتحاد الكرة قرب شوبير من العمل السياسى، أو إذا شئنا الدقة من عدد من أعضاء أمانة السياسات المهتمين بالرياضة، ومن ثم ترشح فى عام 2005 لعضوية مجلس الشعب عن دائرة طنطا، ونجح فيها بعد تدخلات عنيفة وقوية ومؤثرة.. لكن حتى هذه المسيرة السياسية أصبحت عرضة للنهاية أيضا خلال سبتمبر المقبل حينما تجرى انتخابات مجلس الشعب، ولا يبدو موقف شوبير فى الدائرة قويا، بل يصعب على أهل الدائرة الوصول إليه، وهو إما فى الإذاعة أو التليفزون أو مجلس الشعب أو فى أشياء أخرى.

ولم يعد باقيا سوى شوبير مقدم البرامج الرياضية، وهو حسب حكم المحكمة بوقف برامجه الثلاثة فى قناة الحياة، استغل برامجه فى سب وقذف وتصفية حسابات مع المحامى مرتضى منصوررئيس نادى الزمالك الأسبق.. وما قاله شوبير فى برامجه وسجله مرتضى واستمعت إليه المحكمة لا يمت للإعلام بصلة، وقد يلغى الحكم فى الاستئناف لكن شوبير الثالث مقدم البرامج تعرض لضربة قانونية قوية ومؤثرة على صعيده المهنى سواء كان الحكم يعجبنى أم لا.

مشكلة شوبير هى نفس مشكلة الكثيريين مما يحاولون جمع كل شيئ من الرياضة إلى السياسة إلى الإعلام، والبعض من فرط الشهرة والأضواء يهتز ولا يستطيع التعامل مع الناس ويتصور أنه أكبر وأهم من كل الناس وهنا تبدأ رحلة النهاية.

ومن شاهد شوبير فى مودرن سبورت امس يدرك إلى أى مدى وصل به الغرور حين قال: "قبلى لم يكن هناك إعلام رياضى" وهى جملة تكشف عما أحدثته الشهرة والسلطة والبريق والثروة فى شخص أحمد شوبير.. لكنه ليس استثناء بل جزء من حالة عامة، ومن أداء إعلامى منفلت، ومن غياب رؤى قانونية وأخلاقية لأليات العمل الإعلامى وهو ما أتناوله غداً.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة