محمد حمدى

حتى لا يتطرف المصريون؟

الأحد، 14 مارس 2010 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا أردنا ترتيب أهم المشاكل التى يتعرض لها المجتمع المصرى، وتؤثر على حاضره، وتمتد إلى مستقبله، فسأختار بلا شك مشكلة التطرف، رغم أنها قد تكون نتاج لقضايا أخرى أكثر إلحاحا مثل: البطالة والتعليم وافتقاد العدالة الاجتماعية إلى حد كبير، وغياب أى أمل فى تغيير الواقع إلى أفضل بشكل سلمى.

التطرف الذى ضرب الشخصية المصرية هو نتاج كل هذه العوامل، تماما كما هو نتاج مباشر لأفكار دينية وافدة على مصر، عاد بها المصريون العاملون فى الخليج منذ السبعينات، وحتى الآن.

ومشكلة التطرف أنه يغلق الآفاق، ويجعل صاحبه لا يرى سوى نفسه وما يعتقد وما يؤمن، وبالتالى يسقط الآخرين من حساباته ومن كافة هوامشه، لذلك من السهل عليه أن يسقط عن الآخرين حقوقهم الأساسية بداية من الحق فى التعبير والاعتقاد، وحرية ممارسة الشعائر، وصولا إلى إسقاط حق الآخرين فى الحياة.

مشكلة التطرف أيضا، حين يكتسب صبغة دينية، أنه يقسم المجتمع بين مؤمنين وكفار، وطالما أصبح هذا التقسيم متاحا ومتداولا بين الناس، تسقط كافة حقوق من كفرناهم، سواء كانوا من أبناء نفس الدين، أو من أتباع دين آخر.

مصر أصبحت أكثر تطرفا من ذى قبل، وهى تتطرف كل يوم أكثر من اليوم الذى سبقه، وحين تبدأ دائرة التطرف لا تتوقف، وتكتمل وتحكم إغلاق المجتمع بأسره، ما لم تنهض الدولة بمؤسساتها كافة لمواجهة هذا التطرف بشكل شامل وعلمى يواجه جذوره، ويعمل على تحسين حياة الناس إلى الأفضل.

وإذا كنا جادين فعلا فى مواجهة هذه المشكلة فإن مصر بحاجة لجهد جبار، وإذا شئنا الدقة فهى بحاجة لعملية إعادة بناء متكاملة، تشمل نظاما تعليميا منفتحا يشجع الاجتهاد والمعرفة، يقوم على حرية العقل، وحرية الحوار.

ويقوم أيضا على إعلام مستنير، وهنا لا نقصد مواجهة التطرف بالإباحية كما يفعل البعض، وليس بالهجوم على الأديان، أو تسفيه المعتقدات، وإنما بنشر سماحة الأديان.

ويقوم أيضا على مشروع ثقافى متكامل، ينشر الثقافة فى ربوع مصر، ولدينا تجربة عريقة فى هذا الصدد حينما كان الدكتور ثروت عكاشة وزيرا للثقافة وأنشأ الثقافة الجماهيرية، وبنى قصور ثقافة فى معظم المدن المصرية كانت حافلة بالأنشطة، وتحولت إلى مشعل للتنوير فى محيطها.

التطرف آفة مصر الحديثة، وعلينا جميعا التكاتف لمواجهته.. وما لم نبدأ من الآن، وبشكل جاد أخشى أن الحياة الاجتماعية والدينية فى مصر ستمضى من سيئ إلى أسوأ، وتتحول الحوادث الطائفية التى تزعجنا الآن إلى حالة عامة، تحدث كل يوم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة