سعيد شعيب

ضرب وزير التعليم

الجمعة، 05 فبراير 2010 01:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكنك تصديق أن هناك من يدعو لأن تكون الاعتداءات البدنية شرعية؟
بالطبع صعب أن يفعل ذلك أى إنسان، ولكن فعلها وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكى بدر.. فقال أمام مجلس الشورى أول أمس "إن المدرس أصبح ملطشة بسبب قرار الوزارة بمنع عقوبة الضرب فى المدارس. وأضاف الوزير متفاخرا أنه تعرض للضرب وهو تلميذ".
لم يتوقف الوزير عند هذا الحد، بل استنكر تحرير أولياء الأمور محاضر فى أقسام الشرطة ضد ضرب أبنائهم لأن هذا يخرب العملية التعليمية. وبدون شك هذه مصيبة كبرى ومؤشر حاسم على الطريقة التى ينوى بها إدارة التعليم فى بلدنا، وكانت له سوابق أثناء رئاسته لجامعة عين شمس. فالرجل لا يشغله أن يخرج نظام التعليم بشر أسوياء موهوبين، قادرين على أن يقودوا البلد إلى مستقبل مشرق، ولكنه يريد تحويل أبنائنا إلى عبيد، كل إنجازهم هو أن "حفظ المواد التى يتم تلقينها لهم" دون تذمر ولكن بكل السمع والطاعة.
وبالطبع ليست هذه هى الطريقة التى نعيد بها الهيبة للمعلمين، بأن نحولهم إلى بلطجية وفتوات يعذبون أولادنا، ولا باستجابتهم لتحريض الدكتور أحمد ابن وزير الداخلية الأسبق زكى بدر للمعلمين وتهديدهم بالعقاب إذا قبلوا أى تجاوز أو إساءة من جانب الطلاب أو أولياء أمورهم، ليتحول التعليم إلى حرب أهلية.

فإذا كان الوزير مهتما بالفعل بكرامة المعلمين، فعليه تفعيل القانون الذى يحمى حقوق الطلبة والمدرسين، وأن يعطيهم حقهم فى أجر عادل يصون كرامتهم وكرامة أولادهم من اللف على البيوت ليحصلوا على المال. وعليه إذا كان صادقا أن يعيد المدارس إلى ما كانت عليه منارة للعلم والاحترام وليس مكانا هدفه سرقة أموال أولياء الأمور بإجبارهم على الدروس الخصوصية.
وإذا كان صادقا فى نواياه، ولا أظنه كذلك، فعليه أن يعيد الحقوق المنهوبة لإداريى التعليم، ويرحب بأى روابط يؤسسها المعلمون والموظفون الذين ملوا من نقاباتهم التى لا تفعل شيئا سوى التسبيح بحمد الوزير، أى وزير، وحكومته.

أما البلطجة والفتونة فلا علاقة لها لا بالتعليم ولا غيره، ولا علاقة لها بالقوانين والمواثيق الدولية ولا حتى بالبشر.. لكن الذنب ليس ذنب هذا الوزير ولكن جريمة من جاءوا به.

حرب أهلية فى المدارس








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة