سعيد شعيب

انتخابات منسية

الخميس، 04 فبراير 2010 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن الذين تسببوا فى مشكلة أنابيب البوتاجاز أو طوابير الخبز أو كوارث السيول يمكن أن يقدموا حلا جذريا، أى يغيرون الطريقة التى يعملون بها، فهم فى النهاية موظفون، يعالجون المشاكل بالقطعة، ليس أنهم سيئون أو جيدون، ولكن هذه هى حدود قدراتهم، أو على وجه الدقة حدود قدرات ورغبات الكبار سواء كان المحافظ أو الوزير. بالتالى لا أظن أن الذين صنعوا المشكلة يمكن أن يحلوها، فالأمر يحتاج إلى آلية مختلفة، تأتى بأشخاص مختلفين، أو تجبر المتسببين فى المشاكل على العمل بشكل مختلف، أو على الأقل تخفف وطأتها على الناس.

فليس منطقيا أن دولة "طويلة عريضة" بقياداتها وجيوش موظفيها، وبكل مواردها، لا تستطيع حل مشاكل حياتية بسيطة.. المنطقى أن الدول تجاوزت مثل هذه النوعية من الاحتياجات، ومشغولة بتطوير خدماتها الأكثر رفاهية للناس.

لكن لماذا يحدث كل ذلك؟
لأن المحافظين حتى الآن لا يتم انتخابهم، ولكن يتم تعيينهم من قبل الرئيس.. وبالتالى فالطبيعى أن يكون المحافظ مشغولا بإرضاء من عينه وليس إرضاء الناس، بل وكثيرون من هؤلاء المحافظين والمسئولين يعتبرون أن المواطنين هم السبب فى كل المشاكل.

لكن إذا كان هذا المحافظ يأتى بالانتخاب الحر، فمن المؤكد أن همه الأساسى سيكون إرضاء المواطنين الذين وضعوه فوق كرسيه.. ناهيك عن أن هذه الانتخابات ستأتى بشخصيات من خارج الدائرة الضيقة التى يتم التعيين منها، وهى فى الأغلب الأعم تقوم على أساس أمنى أو بالصدفة.. فهناك وزير اختار رئيسا لهيئة مهمة، لأنه رآه "بيتكلم كويس فى التليفزيون".

وهذا يستلزم نضالا طويلا من قبل كل القوى السياسية، بما فيها عقلاء الحزب الحاكم، ولابد أن يضاف عليه الاهتمام الحقيقى بانتخابات المجالس المحلية، فرغم أنها الأهم فى الحياة اليومية للناس، لكن كل القوى السياسية، باستثناء الحزب الحاكم، تتجاهلها، فهى لا تصنع "شو" سياسى، مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بل ودعنى أقول أنهم يحتقرونها رغم أهميتها القصوى.

أتصور أن الإصلاح الحقيقى لبلدنا ينطلق من الانتخابات المحلية وانتخاب المحافظين.. ولذلك اجزم أنه المشروع القومى الأهم لو أراد الحزب الحاكم وكل القوى السياسية الدفاع الحقيقى عن مصالح الناس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة