محمد حمدى

لماذا لا نزور القدس؟

الأحد، 28 فبراير 2010 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الثلاثاء الماضى أعلن وزير الأوقاف الفلسطينى محمود الهباش فى مؤتمر صحفى أن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، وافق على زيارة المسجد الأقصى وحدد شهر يوليو المقبل كموعد مبدئى لتلك الزيارة.. وأضاف أيضا أن شيخ الأزهر ومفتى مصر أفتيا بأن زيارة المسجد الأقصى أصبحت الآن أشد وجوبا على المسلمين من زيارة المسجد الحرام فى غير الفريضة.

وفى اليوم التالى مباشرة أصدر شيخ الأزهر بيانا نفى فيه أنه يعتزم زيارة المسجد الأقصى، كما لم يحدد موعدا للزيارة كما قال وزير الأوقاف الفلسطينى، وأكد أنه لم يتلق دعوة من الرئيس الفلسطينى لزيارة القدس.

ولست هنا فى صدد مناقشة مواقف شيخ الأزهر، وهل وافق ثم تراجع؟.. أم لم يوافق من الأساس على زيارة القدس.. بقدر ما يهمنى فكرة زيارة المسجد الأقصى فى حد ذاتها خاصة وأن وزير الأوقاف الفلسطينى شدد على ضرورة هذه الزيارة لكل المسلمين حتى ولو استدعى الأمر الحصول على تأشيرة من إسرائيل.

أعرف أن هذا الأمر يثير حفيظة مناهضى التطبيع فى مصر والعالم العربى، وأنا منهم، من حيث رفض التطبيع المجانى، لكن إذا كانت الضرورات تبيح المحظورات، وإذا كانت زيارة المسلمين للقدس قد تحول دون تهويدها أو على الأقل تبطئ من المخطط الإسرائيلى فهل تعتبر الزيارة فى مثل هذه الحالة تطبيعا؟

قبل شهرين كنت فى الإسكندرية واستمعت لمحاضرة ألقاها مفتى القدس الشيخ عكرمة صبرى، وعلقت عليها حينها فى هذا المكان، وقد أفرد الشيخ عكرمة جانبا مهما من محاضرته للحديث عن خطط تهويد القدس وهدم المقدسات الإسلامية بها، ودعا الشباب العربى إلى التسلح بالمعرفة خاصة وأن معظم المسلمين لا يعرفون الفرق بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

وحين سئل عن زيارة القدس قال إنه يفضل فى هذه المرحلة أن يزورها الملسمون فى البلاد الأجنبية التى لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكنه فى ذات الوقت أكد على أهمية دعم القدس سواء بالتواجد أو بالدعم المالى أو بكافة أشكال الدعم الأخرى، فهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وتهويد القدس هو هدف أساسى للكثير من اليهود الذين يعتبرون أن هذه الأماكن المقدسة بنيت على أنقاض هيكل سليمان لذلك يجب إزالتها حتى يتم إعادة بناء الهيكل مرة أخرى.

وخلاصة الأمر أن قضية القدس فى غاية الخطورة والحساسية وهى بحاجة لتعامل مختلف عن باقى القضية الفلسطينية، فنحن نرفض التطبيع ولا شك فى ذلك، لكن حين تكون زيارة القدس تحقق منافع للمقدسين وتشد أزرهم، وتخلق رأيا عاما وتكشف حقيقة ما يحدث فى القدس من تهويد وانتهاكات فأعتقد أن ذلك الأمر لا يعد تطبيعا على الإطلاق بل يدخل فى باب الجهاد والعمل الإيجابى لدعم القضية حتى ولو تراجع شيخ الأزهر عن زيارة القدس والصلاة فى المسجد الأقصى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة