جمال العاصى

هل يقدم شحاتة استقالته؟

الثلاثاء، 02 فبراير 2010 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أننا طوال الوقت نتحدث عن حقوق المواطنة لكل أطياف الشعب المصرى فإننى انزعجت كثيراً من حالة الولع والرغبة الجامحة من بعض رجال الحزب الوطنى الذين يريدون دوماً دس مناخيرهم الغليظة فى كل أفراح الكرة المصرية.. فأهم ما يميز الحياة الكروية المصرية وجماهيرها العريضة أنك لم تستطع أن تفرق بين جرجس ومحمد فى رفع أعلام مصر المحروسة عقب الفوز بكأس الأمم الأفريقية والانتصار على غانا فى المباراة النهائية، ولم يستطع أحد أيضاً أن يفرق بين مشجع فى حزب التجمع أو الوفد أو الكرامة أو الحزب الوطنى، فكلهم مصريون يشجعون مصر وعلمها وكرتها الجميلة، وجهازها الفنى بقيادة طيب القلب حسن شحاتة..

ولكن ما يفعله الحزب الوطنى بمحاولاته التدخل فى تشجيع المنتخب شىء يدعو للأسف، وأعتبره شيئاً كريهاً ومخيفا، لأننا فى القريب العاجل سنجد لافتات مكتوبا عليها رجال حزب الوفد يبايعون ويهنئون حسن شحاتة، وسنجد فى مدرجات استاد القاهرة فى أقرب مباراة للمنتخب لافتة مكتوب، عليها: بالروح بالدم نفديك يا أبوتريكة، وموقعة باسم حزب الكرامة المصرى.. وربما يختفى علم مصر الذى يلتف حوله كل المصريين بكل ألوانهم السياسية دون تمييز.. ودون تفرقة، ويكفى أن تجمعهم ربما أغنية يا حبيبتى يا مصر، أو العلم المرفرف طوال الوقت..

وإذا كان الحزب الوطنى أو الحكومة الذكية يريدان حقاً المشاركة الفاعلة فلماذا لا يفكران فى استغلال حالة الانتماء والالتفاف الكبرى التى قدمتها الجماهير المصرية وأكدت أنها مازالت قادرة على العطاء، وترغب طوال الوقت أن يعود هذا الوطن إلى قامته الحقيقية وتحتاج فقط إلى قدوة تسير وراءها.. تحتاج إلى مشروع قومى تلتف حوله.. فهل يستطيع الحزب الوطنى ذلك أم سيظل يعيش فى دور سارق الفرح الذى يتفنن دائماً فى سرقة عرق الكادحين والمجتهدين ليقدم صورة كاذبة للمجتمع المصرى على ضخامة مشاركاته الوهمية؟

> أهم ما لفت نظرى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية التى حصدناها بكل سهولة وبساطة أن هدافها كان محمد ناجى جدو.. وأزعم أننى شعرت بالسعادة البالغة لهذا اللاعب المتميز لأنه سيعيد إلينا النجومية الضائعة فى الإسكندرية، والتى كان أبطالها ونجومها أبرز المشاركين فى المنتخب الوطنى ولم لا؟ فهل ينسى أحد بوبو وشحتة وعرابى ومحمد عمر، وهم نجوم الاتحاد السكندرى، وأيضاً من لا يتذكر أحمد الكاس نجم الأوليمبى السكندرى، والذى يعد من أفضل لاعبى وسط الملعب فى تاريخ مصر الحديثة.. وأعجبنى أيضاً فى جدو أنه قدم لنا نموذجاً للاعب البديل أو الاحتياطى الذى لا يغضب أبداً.. فكلما أحرز هدفاً يعرف أنه لن يكون أساسياً عكس المدربين الذين إذا أحرز لاعب هدفاً يصير أساسياً فى المباراة التالية.

وأرى أن درس جدو يجب أن يتعلم منه اللاعبون الغاضبون دوماً فى دكة الاحتياطى.
وأهم ما يميز جدو أيضاً أنه حينما يلعب الـ 20 دقيقة المعتادة فى كل مباراة تجده دائم التركيز وعينيه على حارس المرمى باستمرار وحتى فى الهدف الرائع الذى سجله فى مرمى غانا تشعر أنه واثق الخطوة وهو ذاهب إلى المرمى بعد تمريرة الفنان زيدان وتشعر بأنه ملك وقت إحرازه الهدف، وتتذكر قصيدة الأطلال الرائعة للشاعر إبراهيم ناجى التى غنتها أم كلثوم وهى: تقول واثق الخطوة يمشى ملكاً.

أتمنى ألا تصيب حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب حالة الغضب المكتوم والذى أجله عقب حالة الصياح التى مارسها البعض ضده بشكل لافت للنظر عقب عدم تأهل منتخبنا إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا.. وعليه أن يهدأ ويحاول أن يفتح صفحات جديدة مع المختلفين معه.. رغم أنى أعرف المرارة التى يشعر بها شحاتة.. وأعرف أيضاً أنه كان يفكر جدياً فى تقديم استقالته إذا فاز بتلك البطولة، وأعرف أن ما يخشاه فى هذه الاستقالة هو حياؤه الشديد من الرئيس مبارك للمكانة الكبيرة للرئيس فى قلب المدير الفنى.. ولكن أتمنى أن يقبل حسن شحاتة إذا كان عرض المنتخب النيجيرى قوياً، فعليه أن يقبله ليحقق أمنيته وأمانى الشعب المصرى بأن يكون لنا مدير فنى فى كأس العالم طالما لم يحالفنا الحظ فى أن يكون منتخبنا فى ذات البطولة.. وعموماً مبروك يا أبوكريم.. الكأس الأفريقية الثالثة.

> سألنى أحد القراء فى رسالة مطولة مغزاها: هل يجوز النقد والهجوم الجارف ضد اتحاد الكرة عقب فوزه بكأس الأمم الأفريقية؟ وهل سيواصل الذين شنوا الحرب الشعواء ضد شحاتة هجماتهم؟ وهل سيظل سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة يعيش تحت نيران طلقاتهم أم سيعلن هؤلاء الصمت مؤقتاً حتى تأتى كبوة جديدة للكرة المصرية أو يحدث تعطل مفاجئ للدورى المصرى أو يكرمهم المولى بخطأ لحكم فى لقاء يكون طرفه الأهلى أو الزمالك ليواصلوا شن الحملات النقدية؟ فقلت له: الفوز أو الانتصار ليس حصانة أو حماية لاتحاد الكرة أو المدير الفنى لأن دور النقد الرياضى لا يأخذ موقفاً طوال الوقت، ولا يعيش فى جلباب أحد طوال الوقت أيضاً، ولكن علينا أن نبتعد قليلاً عن المصالح الخاصة جداً ولا نفكر إلا فى المصلحة العامة. وأكرر ليس الفوز ببطولة حماية لأحد إذا أخطأ، وأيضاً علينا أن نشد من أزر المنتصر أو الفائز أو الذى يسعى دوماً إلى ترسيخ مفهوم العمل التطوعى العام فعلاً.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة