طموح قطر

بالطبع فرحت جداً بفوز قطر بتنظيم مونديال كأس العالم عام 2022 ، وفرحت بفوزها على دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وعلى دولة بتقدم ورفاهية كوريا الجنوبية، فهذا الفوز بدون شك يصب فى صالح المكانة الدولية لهذه الدولة الصغيرة، ولكنه فى ذات الوقت يصب لصالح دول المنطقة.

هذه الفرجة لا تنفى أننى من الذين كتبوا كثيراً منتقدين السياسة الخارجية لقطر فى المنطقة، وتدعيمها لقوى إقليمية على حساب الدولة المصرية، وكنت وما زلت انظر لهذا الدور بريبة شديدة وتشكك . وكتبت أيضاً منتقدا بحدة الازدواجية بين خطابها السياسى والإعلامى (خاصة فى قناة الجزيرة) الذى يدعو للحريات، فيشن حروباً انتقادية ضد السلطة الحاكمة فى مصر وفى أحيان كثيرة ضد الدولة المصرية. وهذا حق أى وسيلة إعلامية وحق لأى جهة تمولها، ولكن من الصعب أن تبتلع هذا الجحيم من النقد على شاشة الجزيرة وهى لا تتناول على الإطلاق وبمعايير الحريات دولة قطر، وهى دولة بلا حريات وبلا مؤسسات وبلا أى شئ.

لكن فى كل الأحوال هذا الموقف من قطر ومحطتها الفضائية الجزيرة لم ينف إعجابى طوال الوقت بكل هذا الطموح لدى قادتها، فى لعب دور فى المنطقة، رغم أن إمكانات هذه الدولة الصغيرة لا تمكنهم من ذلك، وأدوار الدول لا يحددها فقط الثروة المالية ولكن عناصر كثيرة تفتقد قطر أغلبها.

وأظن أن هذا الطموح وهذه الإرادة كانت هى السبب فى فوز قطر بتنظيم المونديال، إنها إرادة النجاح، فالنجاح فى رأيى قرار، قد تعطله معوقات، ولكنها لا تستطيع القضاء عليه.