محمد حمدى

1973 ـ 2010

السبت، 25 ديسمبر 2010 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين ديسمبر 1973 وديسمبر الحالى 37 عاماً تغيرت فيها الحياة فى مصر، كما تغير المصريون كثيراً، وقد يتساءل البعض عن أسباب المقارنة بين التاريخين وأسباب اختيار عام 1973 وليس أى عام آخر؟ ومعهم الحق فى هذا السؤال، لكن الإجابة قد تبدو فى غاية البساطة، ففى نهاية عام 1973 كانت مصر تنفض عن نفسها غبار أهم معركة عسكرية فى تاريخها الحديث، واستطاعت هزيمة إسرائيل عسكرياً لأول مرة، وأصبح الناس الذين عانوا طويلاً فى انتظار اقتطاف آثار النصر.

حتى نهاية عام 1973 كانت حياة المصريين فى غاية البساطة، ويمكن القول بمنتهى الدقة، إنه لم تكن هناك فروق تذكر فى الحياة بين المواطنين، ولا تكاد تختلف حياة من يسكن فى جاردن سيتى كثيراً عن من يقطنون فى حى السيدة زينب المقابل له.

فى هذا التاريخ تمتلك كل أسرة بطاقة تموين، تصرف منها كل السلع الغذائية اللازمة، صحيح أن قليل من المصريين كان لديهم أموال تكفى لشراء ما هو أكثر من السلع التموينية، لكن المشكلة فى أنه لا توجد سلع أخرى فى الأسواق، ويرتدى الناس نفس الملابس، ويعيشون نفس الحياة ولم تكن الفوارق بين الطبقات تشكل مدخلاً للتنازع الطبقى فى مصر.

وحتى بداية 1974 كان التعليم الحكومى فى مصر يمثل عماد العملية التعليمية ولا يختلف كثيراً عن التعليم فى أى دولة متقدمة فى العالم لدرجة أن ما كنت أتلقاه فى مدرسة الوعى القومى الابتدائية بالمحلة الكبرى مجاناً، لا يختلف كثيراً عما يتلقاه ابنى الأصغر فى المدرسة البريطانية التى أدفع فيها دم قلبى الآن، على اعتبار أن الاستثمار فى مستقبل الأولاد هو أهم ما يمكننى الاستثمار فيه.

بعد انتصار 1973 تطلع المصريون جميعاً إلى حياة مختلفة، بالمصطلح الحديث الذى لم يكن شائعا وقتها تطلع الناس جميعاً إلى اقتسام عوائد النصر، فالحرب تقريبا قد انتهت وبدا واضحا أن القيادة السياسية تتجه منحى آخر، مما يعنى أن كل موارد الدولة التى توجه للمجهود الحربى سيتجه الجانب الأكبر منها إلى التنمية.

كان على مصر أن تنفض غبار الحروب وتتجه إلى الاستثمار فى البنى التحتية، وتتوسع فى الاستثار والصناعة، وتخلق فرص عمل جديدة، وتطلق حرية العمل الخاص، حتى تتغير حياة الناس، ويبدأون فى اكتشاف كل ما غاب عنهم بسبب الحروب.

لكن المشكلة أن سنوات السلام لم تعد بالكثير على المصريين، وبدا أن الحياة تتجه لصالح طبقة على حساب الجميع، وبدأت الثروات تتضخم فى جيوب أعداد قليلة، ويزداد الفقر، حتى فاق عدد الفقراء مع نهاية العام الحالى 41% من المصريين.

وبينما خرجنا جميعاً من الحرب وفى مصر طبقة متوسطة هى الأكبر عدداً، وهامش محدود من الأغنياء والفقراء، وصلنا إلى أغلبية فقيرة، وأقلية غنية وطبقة وسطى تتأكل كل يوم حتى تكاد مصر تنقسم بين أغنياء وفقراء فقط.. وهذا أخطر ما نعيشه فى ديسمبر 2010.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة