سعيد شعيب

قتل باسم الله

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أن أكبر خطأ يمكن أن نقع فبه، هو أن يجرنا من أفتى بقتل الدكتور محمد البرادعى على أرضية الدين، فالأمر لا علاقة له من قريب أو بعيد بدين الإسلام الحنيف، ولكن له علاقة باستغلال هذا الدين العظيم فى صراع سياسى.. فكل ما فى الأمر أن الدكتور (نعم هو دكتور) محمود عامر الذى ينتمى إلى جمعية أنصار السنة بالبحيرة، يدافع باستماتة عن نظام السيد الرئيس حسنى مبارك، وهذا حقه، ولكنه قرر أن يحشر حيثيات دينية ليختفى وراءها.. ومن ثم فمن الخطورة أن ننجر لمناقشة الفرع ونترك الأصل، فهذا سوف يحقق للرجل ما يريد، أى نقل الأمر من كونه جدلاً سياسياً إلى كونه جدلاً دينياً، ثم إنه لم يحدث من قبل أن غير من يتبنون أراء دينية متطرفة أفكارهم بنقاش عقلانى.

لذلك لست مع البيان الذى أصدرته الجمعية المصرية للتغيير والتى دافعت فيه عن البرادعى من على أرضية دينية، فقد استخدمت تفسيراً محددا لآيات، وهو أمر كما يعرف من أصدروا البيان قابل للتأويل مثلما فعل الدكتور عامر، ومن ثم فهو معركة خاسرة.

العلاج الوحيد فى هذه المصيبة هو قرار الجمعية باللجوء للقضاء، وهو ما طالبت به المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فالأمر بوضوح ودون لفلفات هو شروع بالقتل يعاقب عليه القانون.

وما فعله الدكتور محمود عامر لصالح نظام مبارك، يفعله غيره ضد نظام الرئيس مبارك، وكلاهما خطر على البلد، لأنه ينقلنا من خانة الصراع السياسى، وهو طبيعة الحياة، إلى تصريح بالقتل باستخدام الدين، وهذا بالضبط ما حذر منه كثيرون، وأنا منهم، فلا يجب أن يكون الإسلام، أو أى دين محلاً للجدل والصراع السياسى والانتخابى، وهذا بالضبط ما يجعل تحالف الدكتور البرادعى وغيره مع جماعة الإخوان أحد أعاجيب السياسة فى بلدنا، فكيف تتحالف مع من يستغل وسيستغل الدين مثلما فعل محمود عامر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة