محمد حمدى

505

الخميس، 16 ديسمبر 2010 12:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1990 دخل الدكتور فتحى سرور مجلس الشعب ضمن قائمة العشرة المعينين، بهدف رئاسة مجلس الشعب خلفا للدكتور رفعت المحجوب رئيس المجلس السابق، الذى اغتالته الجماعة الإسلامية فى صيف نفس العام أمام فندق سميراميس، وقبل قليل من إجراء انتخابات مجلس الشعب.

وتعرض سرور فى أول دورة برلمانية له لانتقادات عنيفة، حيث رأت المعارضة التى قاطعت الانتخابات، وعلى رأسها حزب الوفد أنه لا يجوز اختيار رئيس معين للبرلمان، لم يخض الانتخابات، ولم يأت بأصوات الجماهير.

كان رفعت المحجوب رحمة الله عليه سياسيا بارعا، تربى فى الاتحاد الاشتراكى، الحزب السياسى الوحيد الذى حكم مصر طوال الحقبة الناصرية وبداية الفترة الساداتية، وإضافة إلى كونه أستاذا للقانون كان المحجوب عضوا فى التنظيم الطليعى، ثم فى اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، وهى أكبر وأهم وأعلى هيئة سياسية فى الستينيات والسبعينيات.

أشفق الكثيرون على سرور الذى كان عميداً لكلية الحقوق جامعة القاهرة، وجاء منها مباشرة إلى البرلمان، لكنه حافظ على رئاسته لمجلس الشعب طيلة عشرين عاما، وبدأ قبل أيام عامه الحادى والعشرين ليصبح بذلك أكثر شخص جلس على كرسى رئاسة البرلمان، مسجلا رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد، وصعب أن يحطمه آخر من بعده.

نجح سرور فى الانتخابات التى جرت قبل أيام بالفوز برئاسة مجلس الشعب بعد أن حصل على 505 أصوات، من أصل 506 نواب صوتوا على انتخاب رئيس البرلمان مقابل صوت واحد حصل عليه منافسه محمد عبدالعال رئيس حزب العدالة الاجتماعية الذى تم إنجاحه فى دائرة إمبابة حتى يكون مرشحاً محتملاً لرئاسة الجمهورية فى سبتمبر المقبل.

واستطاع سرور فى هذه الانتخابات ليس فقط تحقيق رقم قياسى فى سنوات رئاسته للمجلس، وإنما أيضاً فى عدد الأصوات التى حصل عليها 505 أصوات، وهو رقم لا يعود لحنكة رئيس البرلمان السياسية، بقدر ما يعكس حكاية اللون السياسى الواحد الذى يسيطر على مجلس الشعب الجديد، ويعطينا إشارة على طريقة عمل البرلمان فى السنوات الخمس القادمة إذا أكمل دورته.. فليس هناك مكان للمعارضة لا فى الانتخابات الداخلية فى المجلس، ولا فى إقرار تشريعات جديدة.

ولن يكون 505 هى الرقم الوحيد فى هذا المجلس، وإنما رقم قد نراه كثيرا فى كل الفاعليات السياسية والتشريعية التى تعرض البرلمان: 505 موافقون، 505 لإغلاق باب المناقشة فى أى موضوع، 505 لمنع الاستجوابات إذا وجدت.. إنه فعلا برلمان 505 وليس برلمان 2010.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة