رمضان العباسى

محاولة اغتيال الشعب المصرى

الأحد، 12 ديسمبر 2010 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من تراجع الدور المصرى فى إفريقيا منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانينات باعتراف الحكومة نفسها، حسبما قال الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى والدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى، إلا أن الغياب الحقيقى والانسحاب من منابع النيل وعدم الاهتمام بهذه المنطقة وكأنها لا ثمثل شيئاً لمصر والمصريين، بدأ بشكل أكثر وضوحاً بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا فى 26 يوينو عام 1995 اثناء توجهه لحضور القمة الإفريقية هناك.

ومنذ تلك اللحظات التى طلب فيها الرئيس مبارك من سائق السيارة العودة للخلف والذهاب إلى المطار بأقصى سرعة والعلاقات عادت للخلف بسرعة أشد، وأصبحت مصر مسجلة غياب عن دول منابع النيل، بل عن إفريقيا كلها على مدار خمسة عشر عاماً، وكأن الحكومة المصرية أرادت أن تعاقب الاتحاد الأفريقى على هذه المحاولة التى لم يكن للغالبية العظمى إن لم يكن لكل الأفارقة فيها ناقة ولارصاصة، فكان الكثير من رؤساء الدول الإفريقية يتطلعون إلى حضور مصر ورئيسها من أجل نجاح القمة، حيث كانت مصر فى ذلك الزمان قيمة وقامة وحضورها يعنى الكثير بالنسبة لهم، ولكن الحكومة المصرية لم تدرك أن حاجتنا إلى إفريقيا لا تقل عن حاجتهم إلينا، إلا بعد أن شعرت بالخطر وأن مصيبة جديدة ستحل بالشعب المصرى نتيجة لغياب الحكمة فى التعامل مع الأشياء، ومعرفة أهمية النيل الذى ظل يعانى على مدار العقود من التلوث والإهمال، حيث يشير الواقع أن الحكومة تجاهلت هذا الوادى الذى أًلهم مصر الحضارة وصنع تاريخها ولعب الدور الرئيسى فى تكوين طباع شعبها وبالرغم من ذلك ظل النيل يئن من المرض دون أن يعالجه أحد.

لم تدرك الحكومة أنها أول من اغتالت النيل بالسماح للشركات والمصانع والأفراد بإلقاء المخلفات وتلويث المياه التى أصابت الشعب بالمرض، ولم تدرك أن غياب الرئيس المصرى عن حضور اجتماعات القمم الإفريقية على مدار تسع سنوات متواصلة، لم يكن عقابا للأفارقة بل تبين أنه عقاب للشعب المصرى، الذى أصبح مهددا بالعطش، وباتت الأراضى معرضة للتصحر، وبالتالى مهدد أيضاً فى لقمة العيش بسسب مقاطعة لم تدرك الحكومة أبعادها وغياب لم تعرف مخاطره إلا بعد فوات الأوان.

غياب سيؤدى إلى إضافة طابور جديد لطوابير الحياة المصرية من أجل الحصول على شربة ماء.

هذا الغياب هو الذى دفع الكثير من الدول للعب العديد من الأدوار التى كانت تقوم بها مصر، وبدلاً من الاعتراف بالخطأ والخطيئة ومعالجة الأمر، بدأنا ننظر إلى هذه الدول على أنها تعمل فى السر والعلن من أجل سرقة الدور المصرى على الساحة العربية والإفريقية دون أن ندرك أن مصر هى التى خرجت من الساحة وتركت الملعب للفرق الأخرى تظهر بعض من مهاراتها فى ظل غياب المهارات عن الحكومات المصرية المتعاقبة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة