محمد حمدى

اليوم السودان.. وغداً العراق.. خريطة العالم العربى تتغير

الأحد، 12 ديسمبر 2010 12:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المؤتمر الثالث عشر لحزبه الديمقراطى الكردستانى أعلن رئيس الحزب رئيس لإقليم كردستان العراق مسعود البرزانى أنه آن الأوان ليحصل إقليم كردستان على حق تقرير المصير.

وأضاف الزعيم الكردى أن "المؤتمرات السابقة لحزبه كانت دائما تؤكد على حق الشعب الكردى بتقرير المصير، لكن الحزب يرى اليوم أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح السلمى لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة".

كما أعلن بارزانى أن "الحزب وضع أهدافه استنادا إلى نهج واقعى ودراسة موازين القوى والمعادلات السياسية وقد حدد أهدافه على هذا الأساس وتدريجيا فى سياق مطالبته بالديموقراطية والحكم الذاتى والفدرالية فى كردستان".

هذا ما قاله مسعود برزانى أمس، فى حضور رئيس العراق الكردى جلال طالبانى، ورئيس الوزراء الشيعى نورى المالكى، ورئيس البرلمان السنى أسامة النجيفى، دون أن يعلق أحد منهم على ما قاله برزانى، مما قد يعنى موافقة ضمنية من كافة الأطياف السياسية على حق الأكراد فى تقرير المصير.

ورغم أن هذا الموضوع غير مدرج على الأجندة السياسية العراقية الحالية، نظرا لما يثيره من خلافات داخلية، خاصة فيما يتعلق بوضع مدينة كركوك ذات الاحتياطيات النفطية الكبيرة، والتى تتداخل فيها القوميات الكردية والعربية والتركمانية.. وهو أمر قد يفجر خلافات وحروب أهلية داخل العراق الذى لم تنته معاركه الداخلية بعد، لكن هذا الإعلان يؤشر إلى أن عجلة تقسيم العراق قد بدأت بشكل شبه رسمى.

وفى يناير المقبل أى بعد عدة أيام سيذهب أهل جنوب السودان إلى استفتاء تقرير المصير ليقرروا إما البقاء ضمن السودان الموحد أو اختيار الانفصال، وهو الأرجح والأكيد، مما يعنى تقسيم السودان وظهور دولة جديدة فى جنوبه.

عجلة تقسيم العالم العربى على أسس دينية أو عرقية بدأت.. اليوم السودان وغدا العراق.. وبعد غد قد تكون هناك دول عربية أخرى على خريطة التقسيم.

وبالطبع فإن التقسيم لن يطال الدول العربية صغيرة المساحة والإمكانيات والتأثير، لكنه يطال الدول الكبيرة والتى كان يتوقع منها أن تكون سندا للأمة العربية، لذلك يجب أن نضع أعيننا بعد ذلك على الجزائر التى يحاول البعض إثارة مشاكل بين العرب والأمازيج فيها، والسعودية التى يشكل الشيعة أغلبية فى المنطقة الشرقية منها، ومصر التى يحاول البعض طرح قضايا النوبة وبدو سيناء فيها وإثارة المشاكل والنعرات بها.

هذه هى أكبر خمس دول عربية، وما لم يلتفت المصريون والجزائريون والسعوديون إلى ما حدث فى العراق والسودان، فقد يكون الدور عليهم.. وهو ما لا نتمناه، لكن يجب أن نعمل من الآن على عدم حدوثه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة