محمد حمدى

أسانج.. شخصية 2010

السبت، 11 ديسمبر 2010 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نهاية كل عام تختار الصحف ووسائل الإعلام المختلفة شخصية العام، ويطلب من الكثير من الصحفيين والسياسيين، والرأى العام التصويت على الترشيحات، التى تشمل فى الغالب الأعم، سياسيين، ورجال أعمال، ودبلوماسيين، وأحيانا نجوم الفن والرياضة، وبعض العاملين فى مجال حقوق الإنسان.

وفى اعتقادى أن شخصية عام 2010، هو الأسترالى جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكليكس المتخصص فى نشر الوثائق السرية الأمريكية للعلن، أسانج من مواليد 1971 فى أستراليا، وينحدر من عائلة عاشت مرحلة مضطربة، حيث اضطرت الأسرة المكونة من الأم جوليان وشقيقه إلى العيش متخفيين لمدة خمسة أعوام، بسبب نزاع مع عشيق الأم.
وأمضى جوليان طفولته متنقلاً بين 37 مدرسة، كما روى بنفسه لوسائل الإعلام الأسترالية، وقضى مراهقته فى ملبورن حين اكتشف موهبته بالقرصنة المعلوماتية، مما عرضه للاعتقال فى سن مبكرة.

وأصبح بعد دراسته الفيزياء والرياضيات، مستشاراً أمنياً لإحدى الشركات، ثم أسس شركة للخدمات المعلوماتية فى أستراليا، وقدم نفسه باعتباره مستشاراً بتكنولوجيا المعلومات، وباحثا فى الإعلام.
وفى عام 2006 أسس أسانج موقع ويكليكس، واختار له شعار "تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وإنقاذ الوثائق التى تصنع التاريخ"، لكنه تعرض لانتقادات عنيفة فى شهر أبريل الماضى بعد عرض موقعه لشريط فيديو يبرز كيفية قتل الجيش الأمريكى خطأ لمصورين من رويتز فى العراق بواسطة مروحية أباتشى.

ومن هذا التاريخ، نشر أسانج مئات الآلاف من الوثائق الأمريكية السرية عن الحرب فى أفغانستان والعراق أثارت قلقلاً كبيراً فى وزارة الدفاع الأمريكية، وبدأت ملاحقة أسانج فى السويد بتهمة التحرش الجنسى.

والغريب أن هذه القضية تداولها ثلاثة من المدعيين العامين فى السويد، وهو أمر أثار اندهاش السويديين، إذ غالباً ما تنتهى أى قضية فور نظرها من مدعى عام واحد، لكن قضية أسانج جرى تداولها ثلاث مرات، مما أثار شكوكاً حول أن السياسة تقف خلف هذه القضية.

وبينما تم القبض على أسانج فى بريطانيا بطلب من السويد، حيث تنظر محكمة بريطانية فى أمر تسليمه إلى السويد، لا يزال موقع ويكليكس ينشر يومياً الكثير من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية السرية، والتى أصبحت مادة دسمة تتناولها الصحافة ووسائل الإعلام بشكل يومى.

وبغض النظر عما يثيره البعض من أن هذا النشر لوثائق الخارجية الأمريكية موجه، إذ إنه فى الغالب يركز على إيران وحزب الله وحماس، ومنطقة الشرق الأوسط، دون أن يتناول أى وثائق تدين إسرائيل على الإطلاق، فإن أسانج جعل التاريخ السرى للدبلوماسية فى العالم غير سرى، وأصبح بعض ما يدور فى الغرف المغلقة متاحاً للناس.

وقد لا يكون أسانج بطلاً لدى الدول والحكومات، لكنه على الأقل أتاح للمواطنين فى أنحاء شتى فى العالم التعرف على الكثير من المعلومات السرية التى كانت تحجب لسنوات طويلة.. مجسداً حقاً نطالب به جميعاً، لكننا لا نحصل عليه، وهو الحق فى المعرفة والحصول على المعلومات.. لذلك أختار جوليان أسانج رجل العام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة