سعيد شعيب

عشوائيات الصحافة

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أننا بحاجة للتوقف طويلاً أمام تقرير مؤسسة "عالم جديد"، فقد أشار إلى أن تغطيات الصحافة الإقليمية للانتخابات عشوائية بنسبة تصل إلى 93%. فحسب ما نشرته الزميلة شيماء عبد الهادى على موقع "بوابة الأهرام"، فقد اقتصر نشاطها على الحوارات الصحفية والأخبار الدعائية والإعلانية "مدفوعة الأجر"، وذلك فى ظل غياب سياسة تحريرية واضحة. بينما لم تتمكن الإذاعات والقنوات المحلية من الاقتراب من قضية الانتخابات بسبب القيود الإدارية والقانونية المفروضة على عملها باستثناء تقديمها لخبر تقليدى فى النشرة الإخبارية عن عدد المتقدمين للترشح بلجان تلقى الطلبات بمديريات الأمن.

الخطير هنا ليس فى وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الحكومة، فأداؤها وخاصة فى المحافظات متوقع، ولا أظن أنه يمكن تغيير سياستها، إلا إذا تغيرت صيغة الملكية وانتهت هيمنة حكومات الحزب الوطنى عليها. ولا أظن أن هناك أملا أيضاً فى الصحافة الحزبية، فبسبب طبيعة الملكية، تتحول إلى نشرات دعائية لصالح الحزب ونشرة كراهية ضد خصومه، بالضبط مثل الصحف التى يسيطر عليها الحزب الوطنى، لكن المفزع هو الحالة التى وصلت إليها الصحافة التى يديرها ويملكها أفراد، وأتصور أنهم غير مدانين لأسباب كثيرة:

1- يعملون بترخيص من الخارج، بسبب القيود المالية على حق إصدار الصحف، وبالتالى يمرون عبر الرقابة على المطبوعات الأجنبية التابعة لوزارة الإعلام، والتى تتعنت معهم أكثر من صحف القاهرة.

2- حتى الآن لم يستثمر القطاع الخاص فى الصحافة الإقليمية، بالتالى فالاعتماد فى التمويل على مجهودات أفراد ليس لديهم خبرة فى الإدارة الاقتصادية للمؤسسات الصحفية. وإذا أضفت على ذلك عدم وجود تدريبات مهنية جادة، لأمكنك تخيل الطريقة التى يمكن أن تدار بها معظم هذه الصحف.

3- يعمل الزملاء فى هذه الصحف بدون أى حماية قانونية ونقابية، فنقابة الصحفيين لا تعترف بهم أصلاً. وإذا كان تقرير مؤسسة "عالم واحد" قد رصد السلبيات، فنحن مطالبون بمساعدة زملائنا فى تجاوزها، ليس فقط دفاعاً عن مهنة الصحافة، ولكن لأنه من الصعب أن تكون لدينا ديمقراطية حقيقية خارج القاهرة بدون صحافة حقيقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة