محمد بركة

عيد ميلاد الأحمدين: رجب وبهجت

الخميس، 11 نوفمبر 2010 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصادفة جميلة يحملها شهر نوفمبر الحالى، ففى الـ15 منه يحل عيد ميلاد العم أحمد بهجت، الكاتب طبعاً وليس صاحب قنوات دريم، وفى الـ20 منه يحل عيد ميلاد رئيس جمهورية الضحك العم أحمد رجب.. الأول أعلن عن نفسه فارساً فى ساحة الكتابة الأدبية من خلال القصة القصيرة وسرعان ما تحول إلى السخرية لاسيما فى "مذكرات زوج" و"مذكرات صائم" وإن كان يظل "أنبياء الله" الأشهر بين مؤلفاته على الإطلاق.

والثانى بدا منذوراً منذ يومه الأول للسخرية اللاذعة من خلال "نص كلمة" أو من قبلها "الفهامة" أن يرفع سقف حرية التعبير فى مصر إلى مستويات غير مسبوقة وأصبحت شخصياته مثل "فلاح كفر الهنادوة" و"كمبورة" و"على بيه الأليت" جزءاً من تاريخ الصحافة العربية الساخرة.

أرى الأستاذ أحمد بهجت يمر من بهو "الأهرام" فأشعر أنه فارس حزين عاش ألف عام.. وجهه جامد يخلو من التعبير.. وعيناه مليئة بشجن الدنيا.. وخطواته بطيئة مثل جمل نبيل يبحث عن مثواه الأخير! عموده الشهير "صندوق الدنيا" غابت عنه السخرية منذ عشرين عاماً رغم أن هذا العمود ولد فى الأساس باقتراح من يوسف السباعى وبهدف محدود هو "كسر جدية الأهرام"، على حد تعبير السباعى، وحين كان يفاتح بهجت فى الانتقال من الأخبار للأهرام عام 1958.

أصبح أحمد بهجت يكتب مثل شيخ صوفى وتأتى كلماته معطرة بالحكمة ومطرزة ببلاغة الإيجاز.. البعض أصبح يطلق عليه "الكاتب الإسلامى" والبعض الآخر يراه ظاهرة تنتمى للماضى، والحق أن الرجل مازال فى جعبته الكثير، فهو لم يتم الثمانين بعد، لكن الأزمات الصحية المتوالية جعلته يبدو أكبر من سنه بعشرين عاماً على الأقل!

أحمد رجب ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ يتم عامه الثالث والثمانين، وهو يرقد على بئر لا ينضب من الأفكار والإفيهات، والسبب بسيط للغاية: لقد جعل من الحكومة الذكية مادة لكتاباته الأنيقة الموجزة الضاحكة، وهى مادة ـ كما نعرف جميعاً ـ لا تنفد أبداً..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة