عمرو جاد

البحث عن شعار جديد للإخوان

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010 04:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يعرف الآن حجم المأزق الذى وقع فيه مرشحو جماعة الإخوان المسلمين وقيادات الجماعة والمرشد بعد التحذير الصريح من اللجنة العليا للانتخابات بشطب أى مرشح يرفع شعار "الإسلام هو الحل"، خاصة أن الجماعة تعتبر الشعار عقيدة ثابتة ورمزاً راسخاً لها، لم تستسلم لكل المحاولات السابقة لإجبارها على التخلى عنه، لكن الذى لا يعرفه كثيرون هو أن المأزق الحقيقى هو ذلك الذى وقعت فيه السلطات التى ستنفذ قرار اللجنة، فكيف لهذه السلطات أن تثبت أن هذا المرشح أو ذاك استخدم الشعار، وهل سيأتى علينا وقت لنرى فيه "اتنين مخبرين" يجرون خلف مرشح بلحية خفيفة، وهو يردد صارخا "الإسلام هو الحل"، أو أن نرى مرشحاً يقبض عليه متلبساً وهو ينظر بفخر للافتة دعائية عليها الشعار واسمه أسفل منها.. هذا لن يحدث يا سادة، لأن قرار اللجنة يفتح أبواباً كثيرة من الظن والكيدية والتعسف، بل وقد يصل الأمر إلى حد نشر الفتنة بين المرشحين، فأستطيع وأنا مسلم أن أجامل مرشحاً مسيحياً بلافتة مكتوب عليها "الرب معى فلا يعوزنى شىء" فيستيقظ فى اليوم الذى بعده ليجد نفسه مشطوباً بقدرة قادر.

إذن فالحرب القادمة لن تكون سياسية، وبالطبع لن تكون شريفة بأى شكل من الأشكال، سمها "مهزلة" إن شئت، فكل مرشح أمامه الآن كومة من المحاذير التى لن يتوانى للحظة أن يدفع منافسه للسقوط فيها، أبناء البطن الواحدة فى الحزب الواحد يفعلون هذا مع بعضهم، فما بالك بالأخوة الأعداء، الوطنى والجماعة، ورغم ذلك فكلاهما لا يختلف عن الآخر فى الغرض والوسيلة، فكثير من مرشحى الوطنى يسيرون بين الناس وهم يفرشون أموالاً أمامهم ويتركون أخرى خلفهم تصاحبها وعود كاذبة وقديمة بالنمو والاستقرار، مرشحو الجماعة أيضا يسيرون بوعود خرافية عن المدينة الفاضلة، وكلا الاثنين غارق فى النصب.

الحل الوحيد هنا لا يخرج عن خيارين، أما الجماعة هو أن تبحث عن شعار جديد بدلا من هذا الذى يسبب حساسية للحكومة، ولا أظن أن الجماعة ستحتار فى أن تجند كل كوادرها الفكرية والأدبية فى اختيار شعار جديد مثل "الإخوان هم الحل" أو "مع الإخوان أنت فى الأمان" أو "الجماعة مش شماعة" أو أى شعار آخر يخرجها من هذا المأزق القانونى، أما الحل الآخر أن تغير الحكومة المادة الثانية من الدستور، والتى تؤكد أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع فى الدولة التى تفتخر بأنها "مدنية"، وهى تنسى أن وجود هذه المادة يمنح الجماعة فرصة ذهبية لمعايرة الحكومة بأن كليهما غارق حتى شوشته فى التخفى وراء الدين من أجل مصالح سياسية، أليس كذلك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة