أبو العزايم كَرَّم ساويرس

ربما تكون هى المرة الأولى التى تكرم فيها هيئة إسلامية، شخصية مسيحية، ولكنى أتمنى ألا تكون الأخيرة. فتكريم رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس من قبل الطريقة العزمية، وهى كما هو معروف طريقة صوفية ويرأسها الشيخ محمد علاء أبو العزايم، رسالة إيجابية تحتاج منا إلى الدعم والمساندة، بل ومطالبة الهيئات الإسلامية والمسيحية لأن تكرر مثل هذه الأنشطة، التى من المؤكد أنها تساهم بشكل أو آخر، ليس فى تحقيق الوحدة الوطنية، ولكن بشكل أكثر دقة فى إرساء مبدأ المواطنة.

فتكريم الطريقة العزمية لساويرس لم يكن السبب الأول فيه أنه مسيحى، ولكن لقناعة القائمين على الطريقة العزمية لأهمية وإنجازات دور الرجل فى المجال الاقتصادى والإعلامى والاجتماعى والخيرى. ومن حق الآخرين أن يختلفوا مع هذا التقييم، ويرون دور الرجل سلبياً، ولكن لا أظن أن من حق أحد الاعتراض على تكريم رجل مسيحى من قبل مسلمين، لأنه فى هذه الحالة يبنى موقفه على أساس عنصرى، أى يحكم على الناس من خلال ديانتهم، وليس من خلال سلوكهم، وهى رسالة طائفية تحرق الأخضر واليابس.

لكن للأسف هذا حدث، فقد هاجمت جماعات سلفية وأفراد ما فعله الشيخ أبو العزايم، وبالطبع هاجمت ساويرس بشراسة، ولكن الأول لم يستسلم لهم، رغم أن الضجيج الشديد، فالمتطرفون دائما أصحاب صوت عال، فكما قال إنه يريد دعم الوحدة الوطنية رغم أنف مثيرى الفتنة الطائفية. ولذلك يستحق الرجل المحترم أبو العزايم كل التقدير والتحية والمساندة.