محمد حمدى

سعيد شعيب.. ومايكل مور

الخميس، 21 أكتوبر 2010 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مساء الثلاثاء أسعدنى الحظ بحضور حفل توقيع النسخ الأولى من كتاب الصديق الكاتب الصحفى المحترم سعيد شعيب "حوار الطظ"، فى مكتبة "ألف" بالزمالك، وهى المرة الأولى التى أستسلم فيها لحضور مثل هذه الفعاليات الجديدة على مصر، وإن كنت شاهدت حملة توقيع كتاب للمخرج السينمائى الأمريكى مايكل مور فى فيلم تسجيلى، عرض فيه رحلته داخل الولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع الكتاب، وإقامة ندوات فى كل الولايات للحديث عن كتابه ورحلته السينمائية المثيرة.

وقد بدأت حفلات توقيع الكتب فى مصر قبل سنوات قليلة، وهى عملية ترويجية مهمة، لكن الأهم أنها تتحول إلى مناقشات ثقافية أكثر من مهمة بين المؤلفين والقراء، وتخلق حالة جدل ثقافية بين الناس.

حتى الآن لا تزال حفلات التوقيع مقتصرة على القاهرة والإسكندرية، لكن أتمنى أن يأتى اليوم الذى أشاهد فيه كل من يؤلف كتابا وهو يجوب المدن المصرية كافة، ليوقع نسخ كتبه، ويلتقى مع الناس، يناقشونه فى أفكاره، ويناقشهم فى حياتهم واهتماماتهم كما رأيت مع مايكل مور.

قضيت نحو ساعتين فى ندوة توقيع كتاب سعيد شعيب، وقد أضافت لى الندوة الكثير من الأشياء التى لم أكن أعرفها عن سعيد، صحيح أنه صديق قديم، لكننا نادرا ما نجلس سويا أو نجرى مناقشات سياسية أو مهنية، باستثناء محادثات هاتفية عابرة للتعليق على مقال هنا أو هناك.

عرض سعيد رحلته مع الحوار الذى أجراه مع المرشد السابق لجماعة الإخوان محمد مهدى عاكف لنشره فى صحيفة الكرامة، وقصة "طظ فى مصر" الشهيرة التى قالها المرشد، وكيف أنه لا يمانع من أن يحكم مصر ماليزى، وتحولت كلمة الطظ إلى قصة صحفية كبيرة حينما أعادت روزاليوسف نشر الحوار مكتملا بعد أن حذفت منه الكرامة النصوص المثيرة للجدل.

وأهمية حوار الطظ، وكل ما كتب عنه، وحالة الجدل التى صاحبته أنه يوثق فى كتاب حدثا مهما يؤصل لأفكار الإخوان الملسمين الذين لا يؤمنون بالدولة الوطنية، ويدعون إلى عالمية الدعوة والدولة التى تتحول فيها الدول إلى ولايات.. وهى فكرة ترتكز عيلها كل جماعات الإسلام السياسى.

لكن الأهم فى الجانب الشخصى أننى رأيت سعيد شعيب خلال ندوة الكتاب قادر على مراجعة أفكاره بشكل دائم، فهو صاحب عقل مستنير، يأخذ ما يمر به، وقناعاته السابقة، ويخضعها دائما للتحليل المنطقى، وبناء عليه تبرز قناعاته السياسية، حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير كل ما اعتقده على مدار سنوات وسنوات وظن أنه الصواب.

وأعتقد أن أهم مشاكل الشخصية المصرية الحالية أنها تضيق بالرأى الآخر، وغير منفتحة على الآخرين، وغير قادرة على المراجعة الفكرية والسياسية، لذلك يتطور العالم من حولنا بينما نظل أسرى أفكار وقناعات عفا عليها الزمن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة