سعيد شعيب

الباشا معارض

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالطبع المقصود هنا معارضة السلطة الحاكمة، وهو التعبير الأثير ، الذى انتشر فى أوساط النخبة السياسية والصحفية والثقافية.. فهل يجب أن يكون الصحفى معارضًا، أو بمعنى آخر هل دور الصحفى أن يكون معارضًا؟

سؤال صعب، لأن الإجابة عنه بالنفى تعنى أن الصحفى يجب أن يكون مؤيدًا للسلطة الحاكمة، وهذا معنى خاطئ وفى غاية الخطورة بالضبط مثل المعارضة، ففى الجوهر لا فرق بينهما، فكلاهما يمكن أن يؤديا إلى:

1- يبيع الصحفى للقارئ يوميًا ذات البضاعة الإخبارية، لأنه فى هذه الحالة من المستحيل أن يمرر أخبارًا ومعلومات ومستندات صحيحة، وحتى لو كانت فى مصلحة الناس، لأنها تتناقض مع موقفه السياسى.

2- إذا لم يحجب الأخبار التى تتناقض مع موقفه، فسوف يقوم بتزويرها وتحريفها لأنه يؤمن أن دوره هو المعارضة وليس نشر الأخبار.

3- بالطبع لن يمرر الصحفى "المعارض" أى مستندات أو أخبار تكشف أخطاء أو فساد فريقه السياسى وحلفائه السياسيين مهما كانت خطيرة.

4- إذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك بالفعل، فهذا يعنى بشكل أو آخر أن الصحفى قرر أن يحرم المواطنين من حقهم فى المعرفة، حق القارئ أن يعرف المعلومات والأخبار، حتى يستطيع أن يتخذ القرار الملائم والذى يراه صحيحًا.

5- بل الأخطر أن الصحفى فى هذه الحالة يعطى القارئ معلومات وأخباراً خاطئة ومزورة، وبالتالى يدفع المجتمع لاتخاذ قرارات خاطئة تعطل تطوره، ليس فقط على المستوى السياسى، ولكن الاجتماعى والاقتصادى، وفى كل مناحى الحياة.

6- ثم إذا كان الصحفى ارتضى لنفسه هذا الدور، أى الدفاع بالحق وبالباطل عن موقف سياسى، فلا أظن أن هناك فرقا بينه وبين الزملاء الذين يعملون فى الإعلانات، فإذا كانوا هم يعلنون ويغرون القارئ بشراء سلعة، فهو يغريهم بتبنى موقفه السياسى مهما كانت خطاياه، ولكن الإعلان أكثر مصداقية واحترامًا لأن القارئ يعرف أنه إعلان.. أما فى حالة هذه النوعية من الصحافة، فهناك غش وخداع لأنه إعلان يوضع فوقه يافطة الصحافة.

7- لذلك لا أظن أنه يجب على الصحفى أن يكون مؤيدًا أو معارضًا، وإذا كان كذلك، فليس من حقه تزوير أو تحريف الأخبار، وإن كان هذا أمراً فى غاية الصعوبة، أشك فى إمكانية تحقيقه.

8- فالولاء الأول للصحفى هو لمهنته، هى إخبار المجتمع بدون تزوير، وإذا كان لديه رأى فليكتبه باعتباره رأيًا، ويكون لديه الاستعداد لأن يغيره بناء على المعلومات والأخبار، فليس من حقنا كصحفيين انتهاك حق المصريين فى المعرفة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة