سعيد شعيب

"بلاها الكتب الخارجية"

الجمعة، 01 أكتوبر 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأسئلة التى حيرتنى ولم أجد لها إجابة طوال حياتى الدراسية قبل الجامعية، لماذا يوجد لدينا كتابين لذات المادة التى ندرسها، ولماذا الكتاب الخارجى أكثر جاذبية وسلاسة وأسهل فى التلقى، وإذا كان كذلك فلماذا لا تعتمده الوزارة و"تريح" الطلبة، بدلا من دفع فلوس الكتب مرتين، مرة للوزارة ومرة لدور النشر الخاصة ومؤلفيها؟

طوال هذه السنوات، وأظنك مثلى، تشعر أن هناك اتفاقا ضمنيا لاستمرار الوضع على ما هو عليه، فوزارة التعليم لا تريد تطوير الكتب الدراسية، ولذلك لا تمنع صدور هذه الكتب الخارجية، رغم أن مؤلفيها يعملون لديها وهم أنفسهم الذين يؤلفون كتب الوزارة، واضح أن هناك أطرافا مستفيدة من بقاء هذا الوضع الغريب.

هذا لا يعنى أننى منحاز فى الصراع الدائر الآن لدور النشر ضد الوزارة أو العكس، فالحقيقة أنه صراع لإعادة توزيع المكاسب الهائلة التى يدفعها الطلبة وأولياء الأمور، فالوزارة تريد الحصول على جزء من تورتة الملايين، والذى تعتبره حقها، فهى صاحبة حقوق الملكية الفكرية. ودور النشر لا تريد تقليل مكاسبها التى اعتادت عليها طوال سنوات وسنوات.

لكن كلا الطرفين، الوزارة ودور النشر، لا يهمهم كثيرا فى هذه الأزمة أن يرحموا الطلبة وأولياء الأمور، فلا يدفعون ثمن كتب خارجية وكتب داخلية تصدرها الوزارة.

لا أظن أن هذه الطريقة العجيبة فى التعامل مع الطلبة فى الدنيا، وخاصة الدول التى لديها نظم تعليم متقدمة، وبعضها نطبقه فى بعض مدارس مصر، ولا يوجد فيها هذا الاختراع العجيب. فهم يرفضون بالطبع وجود كتابين فى ذات المادة يقولون ذات المعلومات، ولكنهم ليسوا مثل وزارتنا يسعون لأن يحفظ الطلبة ولا يفهمون، ولكنهم ينشطون ملكة الفهم والنقد والإبداع عند الطلبة، بالأبحاث والنقاش.

فهذه الحرب الطاحنة على الكتب الخارجية بين الوزارة ودور النشر سوف تصل حتما إلى تسوية، وتحديدا إلى طريقة ترضى الطرفين، طريقة تضمن لهم مزيدا من دفع هذه الأموال الطائلة من دمى ودمك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة