سعيد شعيب

سيدى الرئيس أنت المسئول الأول

الإثنين، 25 يناير 2010 12:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم تأكيد الرئيس فى خطابه أمس على قيم المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع، إلا أنه قدم حلولا مساعدة، ولكنها لا تتعلق بأصل المشكلة، فحتى لو قدم رجال الأزهر والكنيسة خطابا دينيا مستنيرا، ومعهم الكتاب والمثقفون، فهذه عوامل مساعدة، فالحل الحاسم ليس فى يد آخر شخص آخر غير الرئيس والسلطة الحاكمة فى بلدنا.

وليس سبب المشكلة أيضا ما أسماه الرئيس بالاستقواء بالخارج، فى خطابه أمس بالاحتفال بأعياد الشرطة، ولا حتى النوازع الطائفية التى انتشرت فى منطقتنا وفى العالم.. فكل هذه، وليسمح لى السيد الرئيس، أعراض للمرض وليس المرض ذاته.

ولأن الرئيس طالب بوقفة صريحة وجادة مع النفس، فالصراع الطائفى فى بلدنا أصبح معقد ويحتاج إلى الكثير من الجهد الخلاق، يكون مبنيا على عقد مؤتمر عاجل لا يحتكره الحزب الوطني، ولكن تمثل فيه كل قوى المجتمع المدني. ويضع خطة عاجلة وأخرى طويلة المدى، الأولى تستند إلى ما قاله الرئيس حول قيم المواطنة الحقيقية، وذلك بإلغاء أى تمييز دينى فى تعامل كل مؤسسات الدولة مع أى مواطن مصري، فلا يجوز حرمان أى مواطن من التحاق بأى مؤسسة، بما فيها المؤسسات الحساسة بسبب الدين. كما لابد من التسريع بإنهاء القانون الموحد لدور العبادة، حتى نفض الاشتباك الدائم حول بناء الكنائس ونساوى بين أصحاب كل الأديان. كما لابد للحزب الحاكم ورجاله من التخلى فورا عن حل الصراعات الطائفية، أو تلك التى تكتسب بعدا طائفيا بالجلسات العرفية، فلابد كما طالب الرئيس بتطبيق القانون بحسم.

أى وبجملة واحدة لابد من خروج السلطة الحاكمة من ساحة المنافسة على استخدام الدين، والتخلى عن التعامل الرخو مع صراع طائفى يمكن أن يتحول الى حرب أهلية. ولذلك على المدى الطويل لابد من إصلاح نظام التعليم حسبما طالب الرئيس، ولكن لابد أن يكون بجدية وليس بالترقيع، فالحقيقة أن التعليم هو المفرخة الأولى للتطرف، ولذلك لابد من إنهاء التعليم الديني، ويتم الاكتفاء لمن يريد بدخول كليات متخصصة فى الشريعة الإسلامية أو اللاهوت المسيحى.

كما لابد من تحويل قيم المواطنة إلى حقيقية، وذلك بإلغاء المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع، فلا يجب أن يكون للدولة، أى دولة، دين محدد، لأن دورها حماية حق كل مواطنيها فى أن يعتنقوا ما يشاءوا من أديان وعقائد، دورها الدفاع عن حرية كل الأديان والعقائد وليس فقط حرية جزء من مواطنيها حتى لو كانوا أغلبية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة