محمد حمدى

أمريكا وإسرائيل.. والرئيس القادم!

الأربعاء، 13 يناير 2010 12:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المصرى اليوم رسالة مهمة من الأستاذ محمد حسنين هيكل يعلق فيها على حوار نشرته الصحفية أمس مع الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، ويتوقف هيكل فى الحوار أمام جملة "الرئيس القادم يحتاج إلى موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيلى"، وهى فى الواقع جملة من الخطورة تستحق التوقف عندها والتثبت منها وتحليلها، لأنها تحمل الكثير من المعانى الخطيرة، ويجب ألا تمر مرور الكرام.

وقد عدت للحوار مرة أخرة ووجدت نص الكلام فيه كالتالى:
■ كيف ترى التأثير الدولى على المرشح القادم لمصر؟
- لا أعتقد أنه سيأتى رئيس قادم لمصر وعليه فيتو أمريكى ولا حتى اعتراض إسرائيلى للأسف.
■ يعنى أن أمريكا وإسرائيل ستشاركان فى اختيار الرئيس؟
- لن يشاركا، ولكن سيفتحان الأبواب أو يغلقانها، وأعتقد أن الترحيب بالسيد جمال مبارك لديهما أكثر من غيرهما، لسبب بسيط هو أنهما يرون أن الذى تعرفه خير من الذى لا تعرفه.
■ لكنهما يعرفان عن الدكتور البرادعى أيضا؟
- لكنهما لم يجرباه فى الداخل وأيضاً البرادعى قد يأخذ بعض المواقف الحادة تجاههما.. فعل ذلك وهو فى الوكالة.

هذا ما جاء فى الحوار كما نشرته "المصرى اليوم"، وهو بالتأكيد ليس فيه نص قاطع "الرئيس القادم يحتاج إلى موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيلى" لأن هذا يعنى أن من يختار رئيس مصر هما أمريكا وإسرائيل وهذا ليس صحيحا بالمرة.. وهذا الكلام ليس دفاعا عن الرئيس حسنى مبارك بقدر ما هو دفاع عن مصر، لأن العبارة المنقولة بمثل هذا الوضوح تظهر وكأن مصر قد تحولت إلى ولاية أمريكية أو أرض تحتلها إسرائيل لذلك يختاران رئيسها أو يمنعان ذلك.

وربما شرح الفقى بعد ذلك فى نص الحوار ما يقصده بقوله سيفتحان الأبواب أو يغلقانها، وهذا الأمر لا يتعلق بالتدخل الخارجى المباشر فى الشأن الداخلى، بقدر ما هو انعكاسات لسياسات أمريكية عامة يجرى تطبيقها فى الشرق الأوسط على حد علمى.

فحين تبنت الإدارة الأمريكية السابقة مشروع الفوضى الخلاقة لتغيير النظم الحاكمة فى الشرق الأوسط، ونشر حالة من الفوضى تسمح بإفراز قوى سياسية جديدة تتقدم للحكم، أدى ذلك إلى انفتاح سياسى وانتخابى فى المنطقة، كان من نتيجته أن حصد الإخوان 88 مقعدا فى البرلمان الحالى، وكان يمكنهم الحصول على عدد أكثر.

وبقدر ما تمارس أمريكا من ضغوط أو سياسات من عدمه فى الشرق الأوسط، أو حتى فى غيره تتغير تركيبة النظم والأحزاب الحاكمة، وقد كتبت هنا من قبل، كيف أن صعود بيل كلينتون للحكم فى الولايات المتحدة عام 1992 محملا بأفكار الطريق الثالث أدى إلى نهضة أحزاب اليسار الديمقراطى فى أوروبا، وظهرت 15 حكومة اشتراكية، وحين جاء جورج بوش الابن إلى الحكم باليمين المحافظ الجديد عام 2000، عاد اليمين الدينى والمحافظ ليتصدر مشهد الحكم فى أوروبا والشرق الأوسط ومعظم العالم.

وفى تصورى أن العالم أصبح مثل الأوانى المستطرقة تؤثر فيه كل الدول فى بعضها البعض وتتأثر أيضا، بالضبط كما تنتقل فيه الأفكار مثل الرأسمالية والماركسية والليبرالية الحديثة، لكن المشكلة الكبرى فى التأثير القائم على الأفكار أن الدول العربية كما تستورد كل شىء أصبحت تستورد الأفكار أيضا، ولم تعد قادرة على الإبداع السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ومن هنا يبدو التأثير أكبر..

أما التدخل المباشر لاختيار رئيس أو الرضا وعدم الرضا فهى قضايا قد لا تكون بالقوة نفسها التى أظهرها الأستاذ هيكل فى رسالته.. وربما فى هذا المقال محاولة للإجابة عن باقى عناصر الخبر التى سأل عنها الأستاذ هيكل، وهى متى حدث ذلك، وكيف، وأين، ولماذا؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة