سعيد شعيب

احتقار الزبون تانى

الأربعاء، 09 سبتمبر 2009 12:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة إن ثقافة عدم احترام الزبون أو المستهلك لا تخص الصحفيين وحدهم، ولكنها ثقافة سائدة فى المجتمع.. فكم مرة دخلت أنت مثلا سوبر ماركت أو محل بيع أحذية وتعامل معك البائع أو صاحب المحل وكأنك أنت الذى تعمل عنده، فلا يبتسم فى وجهك ولا يتحمل بصبر أن تفكر وتختار ما تشاء.. وإذا حدث واتضح أن ما اشتريته من مالك فيه عيوب، فيعذبك لتسترد فلوسك أو تأخذ بديلا عنها، ويتعامل معك وكأنك أنت المخطئ.

وهو ما سوف تجده فى الأغلب الأعم فى باقى مؤسسات الدولة، قطاع خاص أو حكومى، فالموظف الذى يقبض راتبه من أموال دافعى الضرائب، يعنى أنا وأنت، أو مما تدفعه مقابل الخدمات التى تقدمها شركته، يشعرك دائما بأنه يتفضل عليك، وفى الأغلب الأعم يحاول إهانتك، ولا يسمح لك بأن تبدى اعتراضك على أى شىء، وإذا حدث واعترضت يتعامل معك وكأنك مجنون، فهو ولى النعم وأنت وأنا من العبيد.

إذا تأملت أكثر ستجد ذات الأمر فى السياسة، فالحكومة التى ندفع مرتباتها وحوافزها وكل امتيازاتها من جيوبنا تتعامل مع الناس باستهانة شديدة، بل ويتعاملون وكأنهم أصحاب فضل عليا وليس العكس، فهل من المنطقى أن تقرر مثلا أن توظف فلانا أو علانا، لكى يدير لك مصالحك.. فتفاجأ بأنه يتحكم فيك، بل ويقرر لك من وجهة نظره ما يشاء فى كافة تفاصيل حياتك ويفرضه عليك؟

بالطبع ليس منطقى، بل هو ضرب من الجنون، والأمر هنا لا يتعلق بالحكومة وحدها، فتأمل سلوك مختلف التيارات السياسية، ستجدهم ينطلقون من فكرة أنهم أوصياء على وعليك، فهم يفهمون مصلحتنا أحسن منا، بل إن بعض التيارات تعتبر أن وظيفتها تتجاوز ذلك إلى تربيتى وتربيتك من جديد، أى إعادة تربية عموم الشعب.

رغم أن البديهى هو أن تيار سياسى وظيفته إدارة الدولة، بناء على برنامج سياسى يطرحه على المصريين، ولكن للأسف من نختاره، إذا حدث واختارنا، ينطلق من فكرة غبية وهى أنه أفضل منى ومنك ولذلك اختارته الجماهير هو شخصيا وليس برنامجه، ولأنه كذلك فمن حقه أن يجربنا وراءه جرا إلى ما يريد.

إنها ثقافة المجتمع الأبوى المستبد التى تهدر أبسط حقوقنا الآدمية كبشر، وأظن أنك توافقنى بضرورة التصدى لها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة