محمد منير

العضوية كالجنسية.. والفصل خط أحمر

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2009 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال، فقد كنت قد أخذت عهدا على نفسى بألا أنزلق فى الرد على أى مهاترات بشأن مشكلتى مع رئيس مجلس إدارة الأهالى وأترك الأمر كله فى ذمة القانون الذى أنصفنى. ولكن تعليق الأستاذة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى على قرار النقابة بشطب رفعت السعيد من جداولها دفعنى إلى الاتجاه نحو الاستثناء من قرارى السابق، وهى حالة كثيراً ما تتكرر معى.

قالت الأستاذة "القرار خطير وعضوية النقابة كالجنسية لا تسقط". استخدمت الأستاذة عبارة شريفة قالها نقيب النقباء كامل الزهيرى يوما ما.. والأستاذه وأساتذة كثيرون بارعون فى استخدام العبارات الشريفة بصرف النظر عن الماهية والجوهر.. فمثلاً فرق بين من يقول الناس مشتركون فى الكلأ والماء وهو يعيش حياة متوازنة ليس فيها أى شبهة استغلال للآخرين وفرق بين من يرفع نفس الشعار كسلعة فى سوق الفكر والسياسة يجنى من ورائها الأموال ويكدسها فيساهم فى حرمان الناس من الكلأ والماء وربما الهواء. هى حالة عاشها أبناء جيلنا وصدموا بها وفيها.. فالمتناقضات هى القانون الذى فرض نفسه على أبناء هذا الجيل.

المتناقضات التى حملت مشهدين، مشهد نبيل الهلالى ابن الباشا نجيب الهلالى رئيس وزراء مصر وأغنى أغنيائها.. والذى انتقل طواعية من حياة الثراء الفاحش إلى الفقر المدقع دفاعا عن معتقداته الاشتراكية فعشق صدقه المختلفون والمتفقون.. ومشهد الذى حمل نفس المعتقد كسلعة نقلته من حياة الفقر والبساطة إلى حياة الترف وتكدس الأموال ومن ثم الاستغلال والاستبداد والطغيان والفساد فكرهه المتفقون قبل المختلفين.. كلا المعتقدين يحمل اسم الاشتراكية.

المتناقضات هى التى دفعت رهطا من الأساتذة إلى الهجوم الشرس على التمويل الخارجى باعتباره مفسدة للمجتمع ولما نالهم نصيب منه غرقوا بقيمهم فيه ضاربين عرض الحائط بالخراب الذى جلبه معه.

المتناقضات هى التى دفعت الصفوة من الأساتذة إلى معارضة المسئولين فى الدولة وتحميلهم مسئولية شقاء الشعب المسكين ولما ذاقوا شيكاتهم بصفتهم مستشارين لهم دقوا الدفوف وأطلقوا الصيحات دفاعاً عنهم وعن جرائمهم التى حرقت وشردت وأغرقت وجوعت الملايين.

عضوية النقابة كالجنسية عبارة قالها نقيب النقباء كامل الزهيرى عام 1977 فى مواجهة رئيس الجمهورية أنور السادات عندما أراد تحويل نقابة الصحفيين إلى ناد وطالب بشطب الصحفيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد.. فى هذا الوقت تصدى نقيب النقباء كامل الزهيرى لرأس الدولة ورفع هذا الشعار لحماية الصحفيين من الشطب والفصل.. وهو نفس النقيب الذى رفع شعار: "فصل الصحفيين خط أحمر"... وتأتى الأستاذة كعادتها وكعادة الأساتذة زملائها فى النضال لترفع الشعار كمبرر لحماية من يرفع سيف الإرهاب والفصل والتشريد فى وجه الصحفيين.

تناست الأستاذة رئيسة التحرير وصاحبة التاريخ النضالى العريق ثوابت فى نقابة الصحفيين فيما يخص حمايتهم وهى الثوابت التى دفعت مجلس النقابة عام 1964 إلى شطب عضوية حلمى سلام رئيس تحرير الجمهورية بعد قيامه بفصل 39 صحفيا منهم طه حسين استجابة لطلب الدولة آنذاك فكان موقف النقابة فى وقت نعرفه جميعاً عزت فيه الشجاعة حتى على زملاء لها من الأساتذة المناضلين. العضوية كالجنسية لمن يحترم هذه الجنسية ولا يزدريها ولا يهينها ومن يفعل ذلك فلا عضوية له ولاجنسية. "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة