محمد حمدى

القارة المنزوعة!

السبت، 05 سبتمبر 2009 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بثت وكالة إنتر بريس سيرفس تقريراً مهماً كتبه مراسلها فى القاهرة على مهدى بعنوان "أفريقيا.. أكبر قارة منزوعة السلاح النووى فى العالم" يذكر فيه أن ثانى أكبر قارة فى العالم من حيث المساحة والتعداد بعد آسيا تحولت إلى أكبر منطقة منزوعة السلاح النووى فى الكرة الأرضية.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأفريقى منتصف الشهر الماضى، عن سريان "معاهدة بيليندابا" التى تجعل من أفريقيا "منطقة خالية من الأسلحة النووية". وبموجب هذه الاتفاقية تصبح أفريقيا أول قارة كاملة فى العالم بلا أسلحة نووية، وهو حدث مهم جدا لمن يحبون السلام ويريدون العيش على كوكب لا تسوده الحروب، ولا يمتلئ بأسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية الأكثر فتكا وتأثيرا فى البشرية.

الغريب أن أفريقيا التى دخلت التاريخ باعتبارها أول قارة خالية من الأسلحة النووية هى أكبر وأهم منتج لليورانيوم الخام الذى تصنع منه الأسلحة النووية، وهو أمر يجعل الخطوة الأفريقية غريبة نوعا ما، ومنقوصة أيضا، فالخلو من التسليح يعنى أيضا التوقف عن تصدير المنتجات الأولية التى تصنع منها الأسلحة الفتاكة.

لكن المشكلة سواء فى أفريقيا أو غيرها هى ازدواجية المعايير التى تحكم العالم والدول والحكومات.. نريد قارة خالية من الأسلحة النووية، لكننا لن نتوقف عن إنتاج اليوارنيوم وتصديره للدول النووية، وربما للطامحين فى صناعة الأسلحة النووية حتى ولو كانت منظمات إرهابية.

وحسب التقرير، فإن فى أفريقيا بعض أغنى مناجم اليورانيوم فى العالم، وأن العديد من الدول الصناعية تعتمد إلى حد كبير على المواد الخام الأفريقية عامة، واليورانيوم خاصة. فمثلا، تعتمد فرنسا كاملا على اليورانيوم المستخرج من النيجر، لتشغيل محطاتها للطاقة النووية، ومجموعها 58 محطة.

لكن النيجر ليست وحدها من ينتج اليوارنيوم فى أفريقيا فهناك قائمة طويلة تضم: الجزائر، بوتسوانا، أفريقيا الوسطى، الكونغو الديمقراطية، جابون، جامبيا، ملاوى، مالى، المغرب، ناميبيا، تنزانيا، وزامبيا، وكلهم على قائمة كبار منتجى اليورانيوم فى العالم.

الغريب أيضا وحسب تقرير الوكالة، إن أفريقيا تعتبر فى الوقت نفسه واحدة من أكبر "مقابر" النفايات المشعة والسامة فى العالم، بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا. وقيل أن الصومال واحدة من أكبر "مقابر" النفايات النووية، وأن أعمال القرصنة على صلة بهذا أيضا.

يعنى الخلاصة نحن ننتج اليوارنيوم ونصدره للعالم المتقدم الذى يخصبه ويستخدمه فى صناعة الطاقة والأسلحة النووية وغيرها من المجالات، لكن كما خرج اليوارنيوم من أراضينا فإن مخلفاته المشعة يجب أن تعود لتدفن من حيث خرجت وفى أرضها أيضا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة