محمد حمدى

رسالة فى مصر

الإثنين، 21 سبتمبر 2009 09:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل نحو عامين كنت أعد برنامجا تليفزيونيا عن العمل الخيرى فى مصر، وبعد عملية بحث على الإنترنت توقفت أمام جمعية رسالة الخيرية، باعتبارها شكلا جديدا للعمل الخيرى، وبعدها التقيت مع مؤسس الجمعية الدكتور شريف عبد العظيم أستاذ كلية الهندسة بجامعة القاهرة ليطلعنى على الجمعية وأهدافها وأنشطتها.

انطلقت فكرة جمعية رسالة عن طريق محاضرات للدكتور شريف عبد العظيم عن أخلاقيات المهنة فتحمس مجموعة من طلبة الفرقة الثانية قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات الكهربية عام 1999 وأرادوا تقديم عمل مشرف لمجتمعهم وكونوا أسرة كبيرة تعمل فى الصيف باسم أسرة "رسالة" وقسمت نفسها لثلاثة مجموعات الأولى للعمل الخارجى مثل زيارة دور الأيتام والمسنين ومستشفى أبو الريش ومستشفى سرطان الأطفال. والثانية للعمل الداخلى والدعاية للجمعية عن طريق إصدار جريدة أو نشر دعوة بين الأصدقاء والثالثة للدورات التعليمية بأجور رمزية.

وخلال أقل من عام انتقلت الجمعية من النشاط الرمزى إلى العمل الفعلى بين الناس عندما تبرع لها شخص بقطعة أرض فى منطقة فيصل واستطاع الشباب المتطوع توفير التمويل اللازم بمجهوداتهم الشخصية وتم إشهار الجمعية وخلال تسع سنوات أصبح لها خمسين فرعا فى مختلف أنحاء الجمهورية وتمارس ما لا يقل عن 16 نشاطا خيريا يعمل به آلاف المتطوعين من جميع الأعمار.

وتعمل رسالة على مساعدة الأسر المستحقة ورعاية المكفوفين والمعاقين ذهنياً والصم والبكم وتنظم معارض للملابس المستعملة ومجموعات للتقوية الدراسية وتعمل فى محو الأمية وأسست بنكا للدم إضافة إلى مراكز كمبيوتر ولغات، ومراكز طبية خيرية.

وتكمن أهمية رسالة فى أنه يعمل بها آلاف المتطوعين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، ليس لهم هدف سوى خدمة المجتمع الذى يعشيون فيه، يحدوهم الأمل فى رفع المعاناة عن كل محتاج، سواء كانت هذه الحاجة مالية أو صحية أو غذائية.
رسالة هى بالفعل رسالة أمل من شباب فكر وتحرك بإيجابية، لم يستسلم لليأس العام الذى يعيش ويعشش فى هذا البلد، ولم يحبطه الكبار من أمثالنا الذين رحرحوا فى أماكنهم، وأصبحوا لا يفكرون سوى فى دوائر صغيرة جدا لا تتجاوز حدودهم الشخصية.
رسالة هى رسالة مصر الحقيقية.. ورسالة مصر الجديدة التى لم تعد موجودة.. ونحتاجها بشكل عاجل وملح.. لدرجة أننا لم نعد فى حاجة إلى رسالة واحدة بل إلى عشرات ومئات مثل جمعية رسالة.. لأن مصر لا تحتاج لمن يضىء شمعة واحدة فى ظلامها الحالك بل تحتاج إلى آلاف الشموع لتضىء حياة المصريين خاصة بعد أن أصبح نحو 41% من أبنائها يعيشون تحت خط الفقر.

والحرب على الفقر لا تحتاج لمن يقدم المساعدات فقط، وإنما لمن يتيح فرصة عمل، وهنا يأتى دور المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال وهو أكثر ما تحتاجه مصر الآن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة