محمد حمدى

الدولة المصرية حين تريد!

الأحد، 20 سبتمبر 2009 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يتابع معركة ترشيح وزير الثقافة فاروق حسنى لمنصب الأمين العام لليونسكو، سيخرج بلا شك بانطباع واحد، أننا أمام دولة قوية ومؤثرة على الساحة الدولية، وتستطيع دعم رجالها المرشحين للمناصب الدولية بشكل كبير وملفت قد تعجز عنه بعض الدول الكبرى، وهو عكس الانطباع الذى خرج به المصريون حينما فشلت مصر فى الفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2010 ولم تحصل على أى صوت وهو ما عرف بصفر المونديال.

ويبدو أننا استوعبنا الدرس القاسى الذى أخذناه من فشل المونديال، وأدركت الدولة المصرية ان الفوز بأى منصب دولى أو حدث عالمى حتى ولو كان تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لا يحتاج فقط إلى الدعاية العامة، أو إلى حشد الصحافة المحلية، وإنما إلى تحرك دولى على عدة مستويات ينهض به رئيس الدولة وكافة العاملين المعنيين بوزارة الخارجية إلى جانب بعض الأجهزة الأمنية المهمة.

وخلال ثلاث جولات من التصويت فى باريس على منصب مدير عام اليونسكو حافظ فاروق حسنى على تقدمه على منافسيه بفارق كبير جدا. فحصل فى التصويت الأول على 21 صوتا ثم 22 صوتا فى التصويت الثانى ثم 25 صوتا فى التصويت الثالث، ويتوقع أن يكون غدا الاثنين يوما حاسما خاصة بعد انسحاب أربعة مرشحين منافسين وإعلان دعمهم للمرشح المصرى.

وهذه هى أشرس معركة من نوعها للفوز بهذا المنصب الدولى المهم، وليس خافيا على أحد الحرب الشرسة التى يتعرض لها فاروق حسنى بسبب رفضه التطبيع الثقافى مع إسرائيل طيلة 22 عاما قضاها فى وزارة الثقافة، وبسبب تصريحه الشهير الذى هدد فيه بحرق الكتب الإسرائيليلة.. وكلها أمور تجعل معظم دول العالم لا تقف إلى جواره فى منظمة أحد أهم أهدافها خدمة وترسيخ السلام والتعايش ونبذ الحروب.

وقد لا يكون فاروق حسنى أصلح من ترشحه مصر لهذا المنصب، لكن الدولة المصرية اختارته ووقفت إلى جواره ودعمته بشكل غير مسبوق، ولسنا هنا فى مجال مناقشة أسباب الترشيح أو مؤهلات فاروق حسنى، أو إنجازاته فى وزارة الثقافة، ولى عشرات الملاحظات على سيرته الوزارية أكتبها منذ اليوم الأول لوجوده وزيرا، ولم أتوقف حتى بعد ترشيحه لليونسكو، لكن الدور الذى لعبته الدولة المصرية لدعمه للفوز بهذا المنصب يستحق التوقف والمتابعة والتحليل.

وإذا كنا تحدثنا وكتبنا مرارا وتكرارا عن تراجع الدور المصرى الخارجى، خاصة فى أفريقيا، أو فى المشرق العربى لحساب تركيا وإيران، أو حتى ضعف دورها العربى مما أدى إلى حالة تشتت عربى غير مسبوقة فإن هذا التواجد والتأثير القوى على الساحة الدولية يشير إلى أن الدبلوماسية المصرية استعادت بعض عافيتها، وهو ما يستحق أن نبنى عليه فى الكثير من القضايا الأخرى.. لأننا أصبحنا أمام دولة تفعل ما تريد حين تريد، وتستخدم ما يتاح لديها من أوراق قوة وضغط، فى معركة دولية، أشهد بأن مصر خاضتها بمنتهى المهارة، والدبلوماسية والقوة، وكلها أمور تحسد عليها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة