سعيد شعيب

الشرعية الإلهية

السبت، 08 أغسطس 2009 10:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخطر ما فى النظام الحاكم فى إيران، ليس فقط الاختلاف السياسى معه، ولا التحفظات الكثيرة على أداءه فى منطقتنا، ولكن لأن القائمين عليه ينطلقون من فكرة أنهم الممثلون الوحيدون للإسلام، فقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية أن صحيفة "كيهان" الإيرانية أقرت بـ"الشرعية الإلهية" لمحمود أحمدى نجاد، ووصفت انتخابه بأنه عملية حاسمة ومقدسة.. لماذا؟
لأن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله على خامنئى أشاد بنجاد أثناء مراسم تنصيبه رئيسا، ووصفه بأنه "رجل شجاع وعامل مجد وزكى"، فهل يملك خامنئى مفتاح "الشرعية الإلهية"؟
استغفر الله العظيم، فلا أحد على وجه الأرض يستطيع قول ذلك، بما فيها "كيهان" أكبر صحيفة محافظة هناك، والمحافظون هم الأكثر تشددا.
فالصراع الذى دار هناك فى الانتخابات هو صراع سياسى، صراع ما بين أجنحة ومصالح فى النخبة الحاكمة الإيرانية ولا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد.

لكن المشكلة هى أن الأطراف المتصارعة هناك كلها تستند إلى الدين وإلى "الشرعية الإلهية"، فمن نصدق فيهم؟ وحتى إذا صدقنا أن هناك شرعية إلهية، فكيف يمكننا أن نحسم من هو المعبر عنها ومن هو الذى يستطيع منحها لمن يرضى عنهم؟
ما يحدث الآن هناك هو نتاج طبيعى للشعارات التى رفعها الإمام الخمينى عندما أطاح بحكم الشاه، فهو لم يستند فى الأساس لشرعية مدنية، شرعية من الناس فى مجتمع حر، ولكنه استند وروج لنفسه باعتباره خليفة المهدى المنتظر.. ولذلك كان طبيعيا أن تدور النخبة التى حكمت فى ذات الدائرة.. وصولا إلى التنازع الحالى بين "شرعية إلهية" وأخرى.
مشكلة هذا التصور أنه من المستحيل أن تصل إلى توافق معه، ومن المستحيل أن يتزحزح ويغير سياساته، لأنه لا ينطلق مثلى ومثلك، من أننا بشر نخطئ ونصيب، وأننا لا نملك الحقيقة وحدنا، وأن ما نطرحه فى النهاية كلام قابل للأخذ والرد، ولكنهم ممثلون للشرعية الإلهية، ومن ثم فلا يوجد صراع سياسى بين برامج ورؤى، ولكنه صراع بين معسكر "المؤمنين"و"معسكر "الكفرة".
وهذا صراع لا حل له سوى بحور الدماء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة