سعيد شعيب

دروس كمال أبو عيطة

الأربعاء، 05 أغسطس 2009 10:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا لا، الأستاذ كمال راجل محترم، كان بيقول أنا موظف وعايز حقى زيكم، وكان معانا علطول، زيه زينا".

هكذا ردت على الحاجة كريمة جمعة عندما سألتها: هل حاول القيادى الناصرى كمال أبو عيطة فرض أجندته السياسية على إضراب موظفى الضرائب العقارية. الحاجة كانت المسئولة عن إطعام وإعاشة 5 آلاف موظف وموظفة من الضرائب العقارية أثناء اعتصامهم أمام رئاسة الوزراء 11 يوماً بالتمام والكمال.

الحقيقة أن إجابة الحاجة، التى قالتها فى حوار معى فى جريدة العربى، كان فيها درجة من المفاجأة، فالأستاذ كمال قيادى كبير فى حزب الكرامة وحركة كفاية، وله تاريخ سياسى طويل، وكان من السهل جداً أن يقع فى الفخ الشهير لكثير من السياسيين، وهو أن يحول مطالب الناس المهنية والنقابية العادلة إلى طلقات نيران ضد السلطة الحاكمة، بغض النظر عما يريده الناس، وفى النهاية تنتهى الحركات الاحتجاجية إلى لا شىء، لا الحكومة سقطت ولا المواطنين أخذوا ولو جزءاً يسيراً من مطالبهم.

هذا المنطق الفاسد هو الذى دمر النقابات المهنية، وهو الذى حول الأحزاب إلى كيانات معزولة، لأنها فى النهاية لا تتبنى مطالب تراكمية طويلة النفس، ولكنها تبدأ من الآخر وهو إسقاط الحكم، دون أن يكون واضحاً حتى لقياداتها كيف يمكن أن يحدث ذلك، والمكسب الوحيد الذى يتحقق فى هذه الحالة هو "شوية شوشرة ونجومية" فى الصحف والفضائيات.

الأستاذ كمال لم يكن من هذا الصنف، لم يكن مشغولاً بأن يكون فى مقدمة الصفوف، ولا حريصاً على أن يكون القائد الأوحد، ولم يكن مشغولاً بالانتقام من نظام سياسى يرفضه، ولم يهدم المعبد على رؤوس رفاقه عندما رفعوا شعارات تطالب مبارك وجمال بالتدخل لصالحهم.

فلماذا فعل الأستاذ كمال ذلك؟
لأنه ليس من النوع الذى يتكسب من المعارضة، "نجومية وفلوس"، ويحولها إلى وظيفة. والسبب الثانى أن الأستاذ كمال يعرف أنه لا تغيير آمن وحقيقى بدون جماهير حقيقية لها مطالب حقيقية، ولذلك نجح موظفو الضرائب فى تأسيس نقابة مستقلة ونجحوا فى تأسيس صندوق لهم.

إنها المعارك الأهم التى تدفع البلد للأمام بمن هم مثل الأستاذ كمال أبو عيطة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة