بسمه موسى

المرأة صانعة للسلام العالمى

الثلاثاء، 04 أغسطس 2009 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعلو الآن فى العديد من أجزاء الأرض صوت يطالب بالسلام العام، ولأن الحاجة اليوم للسلام لا تتطلب فقط سلاما فى منطقة واحدة، بل بالعالم أجمع حيث تتشابك مصالح الشعوب مع بعضها بعضا، وأضحى الاستقرار والسلام هما سمات الشعوب المتحضرة.

وإذا تتبعنا ما حدث بالسنوات الأخيرة نجد أن الأصوات علت مطالبة بالسلام منذ القرن الماضى وكان هذا الصوت هو صوت المرأة مطالبا قادة العالم بوضع حد للحروب وبناء عالم يجد الأطفال فيه السعادة والهدوء ولا تسرق منهم طفولتهم ولا تتناثر أحلامهم الصغيرة على أرض مخضبة بالدماء، كما سرقت من ملايين الأطفال فى حروب عالمية أو محلية سابقة، والتى أودت بحياة الملايين فى العالم معظمهم من الأطفال والنساء.

لذا يجب التركيز على الدور المساعد الذى تلعبه المرأة فى خدمة الإنسانية كصانعة للسلام. فالمرأة بطبيعتها تميل إلى السلام أكثر من الرجل وتستصعب الاستجابة لشن الحرب، فهى تشارك فى المجالات الإنسانية، وتحصل على حق ممارسة الانتخاب، وتستطيع بهذا الحق أن توجّه دفة الإنسانية تجاه السلام. وتوضح الآثار الإلهية أنه "عندما تتساوى فرص البشر فى التعليم وتتحقق المساواة بين الرجل والمرأة، ستنهار أسس الحرب تمامًا. فالمساواة بين الرجل والمرأة تؤدى إلى محو الحروب لأن المرأة لن توافق على شنّها."

أقول هذا الكلام لأننى استمعت إلى حوار راق للملكة رانيا ملكة الأردن فى تلفزيون البى بى سى، وهى شخصية جميلة وبسيطة ومثقفة وكانت تتحدث عن أهمية السلام فى حياة الأطفال ليصبحوا سيدات ورجال الغد بدون موروثات تخلفها الحروب والعصبيات بالعالم، وأنها تسعى جاهدة مع حركات السلام ومنظمات المجتمع المدنى والسيدات الأول فى العالم لنشر ثقافة السلام. وقد تابعت الأعوام الماضية العمل الدؤوب لسيدة مصر الأولى فى حركة السلام التى حملت اسمها وترعاها على النطاق العالمى وأيضا مهرجان القراءة للجميع الذى جاء هذا العام ليحمل عنوان مصر السلام ليعطى للأطفال أفكارا جديدة لغرس بذور السلام. ويوجد كثيرات من سيدات العالم الآن يعملون فى منظمات المجتمع المدنى لتحقيق السلام.

والملاحظ أن مطالبة المرأة بالسلام تأتى بنوع جديد للمطالبات الإنسانية يتسم بالهدوء بعيدا عن العنف ودوائر الحروب. فدخول المرأة للعمل فى ميدان الشئون الإنسانية أتاح لها العمل بقوة فى طريق السلام الوعر، ولكنه الطريق الوحيد إلى حياة أفضل للأبناء فمن الآن وصاعدا لن ترضى أية امرأة أن تلقى بفلذات أكبادها إلى أتون الحروب ولو حان للنساء زمام وزارات الدفاع فى العالم، فلا شكَّ أن الحروبَ سوف تزولُ وستصبح ذكرى أليمة فى التاريخ ولا يعود يُضحّّّّى بأطفالِ البشريةِ فداءً للأوهامِ.

إننى أثنى على مجلس الأمن لقراره البارز رقم 1325 عام 2000م عن "النساء، السلام والأمن". والذى اعترف للمرة الأولى فى تاريخه بحاجة النساء والبنات فى فترات النزاع وما بعده ودورهن الدائم فى ترويج السلام.

أن مهمة تأسيس عالم مسالم هى فى أيدى زعماء العالم اليوم، استناداً إلى المسئوليات الهائلة التى ألقيت على عواتقهم. والتحدى الذى يجابههم الآن هو استرداد ثقة مواطنيهم فى أنفسهم، وفى حكومتهم ومؤسسات النظام الدولى بالالتزام الثابت بأعلى مبادئ العدل وأولويات العالم التوّاق للوحدة والاتحاد. إن الصلح الأعظم الذى راود المخيلة لمدة طويلة من قبل البشر هو فى متناول أيدينا بالفعل.

والآن وقد تحركت المرأة فى كل المجالات فإنها يجب أن تضع نصب عينيها قضية الصلح العمومى كى تتجلى وحدة العالم الإنسانى وترتبط قلوب الملل ويُنْبَذ التعصبُ الدينى والمذهبى ويزول التعصب العنصرى ولا يبقى التعصب السياسى لأن الجامعةَ البشريةَ عائلةٌ واحدةٌ وأن جميعَ أولادِ آدمَ أبناءُ الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة